الخطيئة الوهمية



الخطيئة فى المسيحية والاثم فى اليهودية والذنوب فى الاسلام


هنا يا أصدقاء أنا أتكلم عن الإختراع الفتاك الذي أثر وما يزال فعالا إلى يومنا هذا في السيطرة على الناس .. وهو إختراع الخطيئة ..
الخطيئة هي كلمة دينية مسيحية بجدارة حيث أن الديانة اليهودية لم تدرك أو لم تمتلك الفرصة لاختراع شيئ مشابه واكتفت بغضب الكهان من سلوك أو قول الفرد حتى تتحكم بالناس فحاخامات اليهود كانت لهم سلطة قضائية كبيرة قبل المسيحية وكان من يسلك سلوكا لا يقبلونه يحاسب بشراسة
المسيحية قامت كثورة على العهد القديم والبناء الكهنوتي اليهودي في الأساس ورفضت سياستهم القائمة على السلطة على الرغم من وقوعهم بنفس السياسة لاحقا عندما جفت شوكتهم خلال العصور الوسطى                 ( عصور الظلام )
عندما بدأت المسيحية بالنمو والإنتشار كان لا بد من سياسة تتحكم بالرعاع والشعب البسيط الساذج ولم يكن هناك إمكانية للعودة للسياسة السلطوية المركزية الصارمة لذا تم إختراع آلية ذكية للتحكم بالناس .. وهي إختراع الخطيئة ..
  
الخطيئة هي مشكلة مبتدعة ليس لها وجود أصلا ويمكن توصيفها بأنها مشكلة وهمية
حيث قام رجال الدين بالنظر إلى عذابات الناس ونسبو أسباب هذه العذابات إلى صفات طبيعية جدا في الإنسان
الطمع و الشهوة والعقوق والكراهية والحسد صفات بشرية طبيعية جدا
حيث أن الطمع مرادف للطموح وحب التملك .. والشهوة غريزة بقاء أساسية
والعقوق ما هو إلا شكل من تفرد الإنسان وتطور شخصيته ومرحلة صراع ضد السلطة الأبوية يمر بها أي مراهق بشكل طبيعي .. والكراهية ما هي إلا شكل آخر من أشكال الحب والإهتمام والشغف والحسد هو حب الذات و تمني الأفضل لها
ولكن عدم قدرة الإنسان البدائي العادي بالعصر البرونزي على الوصول لفهم وحكمة تخوله فهمها و وضع خطوط حمراء وتوجيهها لمصلحته بالإضافة لغياب وجود قانون إنساني متطور يضع مصلحة الإنسان والحرية وضمانها أدى إلى عدم قدرته على تجنب السرقة والقتل والخيانة وبالتالي معاناته وعذاباته
ما قامت به الكنيسة هو أخذ هذه الصفات الطبيعية ووصمها بأنها خطيئة ..
وأن الخطايا وليس عدم القدرة على فهم هذه الصفاتوالتحكم بها وتوجيهها هي السبب بالعذابات ..
هنا وقع الإنسان البدائي في أزمة حقيقية فهو يعاني من مشكلة سوقها له رجال الدين لا يعرف لها أي علاج إذ أنه أساسا لا يفهم علاقتها المباشرة بعذاباته فهو كان إنسان يعيش في عصر الخرافة والجهل
هنا أتى مفهوم جهنم والعذاب الأبدي كأبن شرعي للديانة المسيحية ليزيد الطين بلة فعذابات الفرد في الدنيا لم تكن كافية حتى يقال له أنه سيحملها في وجود آخر بعد الموت إلى الأبد ..
هنا ضاع الفرد أكثر ووصل مرحلة اليأس .. وهي المرحلة التي ينتظرها رجال الدين حيث أنها الفرصة المناسبة لتقديم الحل وبيعه إلى المحتاجين له .. حيث قدمت لهم العلاج المتمثل بالمخلص مقابل ثمن يدفعونه من ولائهم وطاعتهم وأموالهم وحياتهم المحدودة التي لا تقارن بالأبد المختفي بعد الموت
  

أي أن رجال الدين صنعوا فزاعة خفية وهمية نسبو لها كل عذابات الفرد الضعيف
واخترعوا مشكلة غير حقيقية بهدف تسويق وإنشاء سوق للحل الوهمي
الأمر أشبه بأن تقنع جاهلا بأن إمتلاكه ليدين وبعدد ومزدوج بدل يد واحدة ( وهو الحالة الطبيعية )
بأنه المشكلة .. مستخدما جهله وفصاحتك اللغوية ومكانتك الإجتماعية
ورابطا صورة اليدين الإثنين بجرائم وعذابات بعاني منها الفرد بالفعل فصاحب اليد الواحدة لا يستطيع قتل إنسان خنقا مثلا .. ولا يستطيع السرقة بسهولة وهنا تصبح اليدين الإثنتين أداة للسرقة والقتل
وشر وأساس العذابات
هنا يحتار الفرد البسيط الذي إقتنع بهذه القصة والمشكلة الوهمية فيقوم النصاب بزبادة الطين بلة بإضافة مأساة أبدية دائمة مرتبطة بألم لا يمكن تحمله سببها وجود هذه المشكلة والخطيئة المتمثلة بعذاب أبدي لا يمكن التحقق منه وتأكيده ..
فيصل الفرد البسيط لمرحلة اليأس وهو ما يريده النصاب وعندها فقط يعرض بضاعته على شكل خيارين .. أحدهما مؤلم صعب مخيف ( قطع إحدى هاتين اليدين ) أو جهنم والعذاب الأبدي 
 
أو أن يشتري منهم الخلاص المتمثل ببعض الطقوس التي تضمن وجودهم في كل مناحي حياته والتحكم بها بالإضافة لولائه وطاعته وماله
هنا سوف يجد المسكين أنه من الغباء الفاحش إختيار العذاب الدائم الغير محتمل المتمثل بقطع إحدى يديه على الخلاص والنجاة ولو مقابل ثمن كهذا
ولكن السذاجة الحقيقية تكمن في كونه صدق أن صفاته الطبيعية الصحية هي المشكلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق