سفر التكوين ونشأة الكون



لطالما عجبت لأمر المسيحيين واليهود. فإن أول صفحة من “كتابهم المقدس” مليئة بالأخطاء الفادحة التي تجعل من الإنجيل والتوراة مصدر سخرية العلماء والعقلاء. وبالطبع أنا هنا أتحدث عن سفر التكوين والذي هو أجدر بأن يلقب بـ “سفر المحششين”. وبالطبع المسيحيون واليهود العرب هم قلة وعلى الملحدين العرب أن يكثفوا جهودهم لمحاربة الإسلام الذي هو الدين (والوباء) السائد في بلادنا. وبالطبع  يوجد الكثير من الناس الذين ينتقدون المسيحية واليهودية ويبينون زورهما بشكل رائع وعلى أكمل وجه باللغات الأجنبية التي أغلب متحدثيها من المسيحيين واليهود . ولكنني وعلى الرغم من هذا أرى فائدتين مهمتين لانتقاد وتبيين زور هذه الأديان باللغة العربية وهما:
١. تبيين زور جميع الأديان هو من أهم أهداف هذا الموقع (والملحدين عامةً). ومهمتنا يجب أن لا تقتصر على محاربة دين الأغلبية فقط لأننا بهذا نترك نقصاً وفراغاً ونهمل جانباً مهماً من جوانب مسؤوليتنا اتجاه مجتمعنا.
٢. الكثير من عقائد الإسلام مبنية على عقائد مسيحية ويهودية (بالإضافة إلى عقائد العرب الوثنية) ونحن حين ننشر التوعية حول هذه الديانات, نحن بذلك ننشر وبشكل غير مباشر التوعية حول الإسلام وعقائده ومُسَلَّماته. ولأنه من السهل على المسلم أن يتقبل الإنتقاد لديانات غيره فمن الممكن أن تراه يتفق معنا بالرأي أن الكثير من ادعاءات الإنجيل والتوراة هي ادعاءات باطلة وهو بهذا يضع نفسه في موقف حرج حين يرى أن بعض هذه الإدعاءات تكررت في القرآن والأحاديث المنسوبة لمحمد.
فهيا بنا نقرأ وندرس ونحلل معاً قصة التكوين في سفر التكوين:
فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. وَقَالَ اللهُ: “لِيَكُنْ نُورٌ”، فَكَانَ نُورٌ. وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.
وَقَالَ اللهُ: “لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ”. فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا.
وَقَالَ اللهُ: “لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ”. وَكَانَ كَذلِكَ. وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَقَالَ اللهُ: “لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ”. وَكَانَ كَذلِكَ. فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ، وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثًا.
وَقَالَ اللهُ: “لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ. فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ. وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا.
وَقَالَ اللهُ: “لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ”. فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الْتِى فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: “أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ”. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا خَامِسًا.
وَقَالَ اللهُ: “لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا”. وَكَانَ كَذلِكَ. فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَقَالَ اللهُ: “نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ”. فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: “أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ”. وَقَالَ اللهُ: “إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا”. وَكَانَ كَذلِكَ.
وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا.
لا أعرف أين أبدأ بالحديث, فالأخطاء العلمية الفادحة في هذا النص تتجاوز حدود الخيال. بل لو أنني حاولت الإيتان بنص يحتوي هذا الكم من الجهل لعجزت عن الإيتان بمثله. ولكن, سأحاول أن أعدد بعض هذه الأخطاء للتأكيد عليها:
١. يدعي سفر التكوين أنه قبل وجود السماء والكواكب والنجوم والشمس والقمر, كانت توجد الأرض وكانت الأرض خالية من كل شيء عدا الماء! وكان الله يطفو على هذه الماء! بالطبع, سفر التكوين لا يشرح من أين أتت هذه الماء ولماذا يستطيع الله أن يطفو عليها (ربما هو إله من خشب؟). وبالتالي, فكاتب سفر التكوين لم يكن يعلم أن الماء هو مركب من الهيدروجين والأكسجين وأن الأكسجين كسائر العناصر (عدا الهيدروجين) لا يتكون إلا في النجوم, وبالتالي فوجود الماء والأكسجين قبل النجوم (التي خلقت في اليوم الثالث) أمر مستحيل!
٢. يدعي سفر التكوين أن الأرض أقدم من الشمس والنجوم! وأي أحمق في عصرنا هذا يمكنه أن يصدق هذه التفاهات!
٣.وهو يدعي كذلك أن المدة الزمنية بين بداية الكون وظهور الإنسان على الأرض هي خمسة أيام. وهذا أمر عجيب غريب لا يعقل لعاقل أن يصدقة بعد ما أوتينا من العلم.
٤. كما أنه يدعي أن الليل والنهار على الأرض هما أقدم من الشمس. فهو يدعي أن الشمس خلقت في صباح اليوم الثالث. وهذا الإدعاء من الغباء أنني مذهول أن من كتب سفر التكوين لم يتمكن من أن يستنتج أن الشمس هي مصدر النور والنهار! ياللعجب!
وبالطبع, فقد أتى محمد بالقرآن ونقل فيه هذه الأساطير وأعاد سردها لأتباعه. وكان بهذا يطمح أن يتبعه يهود الجزيرة العربية فكان دائماً ما ينهرهم في قرآنه لرفضهم اتباعه ولسخريتهم منه ومن جهله بأساطيرهم ولهذا فنحن نراه يهددهم ويتوعدهم في القرآن فيقول: “يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا” (النساء ٤٧).
وفي النهاية, ليس بوسعي إلا أن أزيد: إنما التوراة والإنجيل والقرآن والأديان رجس من عمل الإنسان فاجتنبوهم لعلكم تفلحون…

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق