المسيح مات حقا مات

 
The Lost Tomb of Jesus
فيلم وثائقي عن اكتشاف "قبر يسوع" و"ابنه" اثار جدلا في الأوساط المسيحية.

يقول الفيلم الوثائقي الذي أنتجه جيمس كاميرون مخرج فيلم "تايتانيك", أن يسوع دفن في القدس إلى جانب زوجته مريم المجدلية التي رزق منها بولد في فرضية أثارت على الفور جدلا واسعا.
وبحسب فيلم "قبر يسوع الضائع" أو "المفقود" إن القبر الذي اكتشف منذ 1980 بالقرب من حي تالبيوت جنوب القدس, خضع لدراسات وتحاليل تسمح اليوم بتأكيد انه كان يحوي جثامين يسوع و زوجته مريم المجدلية وابنهما المفترض واسمه يهوذا.
وعليه فالإعلان عن اكتشاف قبر يسوع أثار الكثير من اللغط حول العالم خاصة في الكنيسة بمختلف طوائفها.
والسبب واضح وهو انه إذا صح هذا الاكتشاف فانه سيدمر عقيدة لها أتباع لألفي عام و يزيد عدد أتباعها الآن ـ بمختلف طوائفها ـ عن ملياري نسمة: إنها العقيدة المسيحية.
حيث أن العقيدة المسيحية تقوم على مبدأ الخطيئة الأصلية لآدم وتوارث البشر لهذه الخطيئة وأن الله قد تجسد في يسوع لينفذ خطة خداع للشيطان ليكفر عن آدم وذريته هذه الخطيئة المتوارثة.
وهذه الخطة أن يصلب يسوع على الصليب كقربان يكفر الخطيئة عن من يؤمن به.
ويؤمن المسيحيون أن يسوع قد قام من الأموات بعد صلبه بثلاثة أيام وأن تلاميذه شاهدوا هذه القيامة وتأكدوا انه هو ثم صعد يسوع بجسده إلى السماء.
وهنا تكمن المشكلة؛ فإذا ثبت وجود بقايا عظام لجثة يسوع في قبره، فيمكن القول أن المسيحية انهارت بدون أدنى مبالغة.
وأثار هذا الفيلم على انتقادات وجدلا مثلما حصل مع فيلم "شيفرة دافنشي" الذي أكد أيضا على الطابع الإنساني للمسيح وان نفى كاميرون أي رغبة لديه بإثارة الجدل.
فالفيلم الذي بثته قناة "ديسكوفري تشانل" في الرابع من مارس 2007, يرتكز على وجود عدة أسماء عبرية منقوشة على نواويس القبر وهي يسوع بن يوسف, ويهوذا بن يسوع و"مرتا ومريم", أي مريم.
وتحمل عشرة من النواويس التي عثر عليها في "تالبيوت" أسماء رئيسية في العهد الجديد مثل يسوع ومريم ومتى ويوسف ومريم المجدلية، وهناك اسم سادس منقوش باللغة الآرامية يترجم بأنه "يهوذا بن يسوع".
وبما أن دفنهم في القبر نفسه يفترض وجود علاقة قربى فان الفيلم يدعي أن يسوع ومريم المجدلية يمكن أن يكونا زوجين.

ويستند الفيلم الوثائقي أيضا على نموذج إحصائي لتجنب ذريعة تردد هذه الأسماء في تلك الحقبة.
فبعد دراسة فكرة وجود كل هذه الأسماء معا خلص البروفسور في علم الرياضيات في جامعة تورنتو اندريه فورفيرجر إلى أنه من المرجح بنسبة 600 إلى واحد أن قبر تالبيوت هو فعلا ليسوع المسيح.
وبحسب قناة ديسكوفري الأمريكية فان المعطيات العلمية الجديدة خصوصا فحوصات الحمض النووي تبعث على الاعتقاد بأن القبور يمكن أن تكون احتوت في وقت ما عظام يسوع وعائلته.

يتكون الاكتشاف الأثري من ما يشبه النفق الذي توجد به عشر توابيت لعشر شخصيات من شخصيات العهد الجديد.
في هذه التوابيت ـ بخلاف يسوع ـ تابوت كتب عليه اسم السيدة العذراء مريم و تابوت آخر لمريم المجدلية وهي سيدة مقربة ليسوع كما ذكر في العهد الجديد.
المفاجأة المذهلة أن هناك تابوت كتب عليه يهوذا بن يسوع وقد أثبتت أبحاث الحمض النووي انه ابن يسوع ومريم المجدلية وطبعا هذا مخالف لإيمان المسيحيين أن يسوع لم يتزوج.

طبعا بادرت القيادات الكنيسة حول العالم بتكذيب نتائج الأبحاث العلمية التي عكف عليها علماء من مختلف التخصصات لأكثر من عشرين عاما. وذلك النفي هو نتيجة خشية الكنيسة من حدوث حالة من الارتداد الجماعي للمسيحيين حول العالم بعد أن يكتشفوا أن الاحتفال بعيد القيامة لألفي عام كان اكبر خدعة في التاريخ لأنه ببساطة لم تكن هناك قيامة.

ولم يكن رد القيادات الكنسية علميا بل اغلب التصريحات كانت من نوعية “هذا إيماننا ولن يؤثر فيها هذا الاكتشاف حتى لو ثبت صحته”.
ذلك الرد في نظري ما هو إلا تعبير عن إيمان أعمى وكان يجب أن يكون هناك رد علمي لان الأبحاث التي تمت قام بها علماء من مختلف التخصصات العلمية، فلقد اشترك في هذه الأبحاث اكبر علماء الآثار والطب الشرعي والأدلة الجنائية والحفريات والإحصاء وغيرهم كما تم أيضا إجراء اختبارات الحمض النووي على البقايا والعظام المتبقية داخل التوابيت.
وقد أثبت التحليل الإحصائي أن نسبة الخطأ في هذا الاكتشاف اقل من نصف في المليون.
وبعد اخذ عوامل أخرى شديدة القسوة في الاعتبار وجدوا أن نسبة الخطأ اقل من 1.67 في الألف أي أن احتمال الخطأ ضئيل جدا بالرغم من اخذ هذه العوامل في الاعتبار.
كل هذا لم ترد عليه الكنيسة واكتفت فقط بالإعلان أن إيمانها لن يتأثر.
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق