العلم يسحق الدين

قوس النصر الفرنسي
قوس النصر (Arc de Triomphe) هو قوس يقع على رأس طريق الشانزلزيه بباريس في فرنسا, في ميدان شارل ديغول .. وهو ملتقى 12 طريقا. بدأ العمل في قوس النصر في بداية القرن التاسع عشر، وأراده نابليون بونابرت رمزا يخلد انتصارات الجيوش الإمبراطورية .. إلا أن إنجازه الفعلي تم عام 1836 زمن لوي فيليب Louis Philippe. لكن رغم أن قوس النصر الفرنسي هذا أو أي قوس نصر آخر أقل شهرة مثل قوس النصر في لشبونة و الآخر في برشلونة أو بوابة النصر في موسكو أو بوابة برادنبورج في برلين أو غيرهم في أنحاء العالم هم رموز الإنتصار العسكري على الأعداء منذ أول قوس تم انشائه سنة 82 م و هو قوس تيتوس في روما لتخليد إنتصارات الأمبراطورية الرومانية القديمة .. إلا أن قوس النصر كان من الأجدى و الأفضل لو كان رمزا للإنتصار العلمي (و ليس العسكري) على الجهل و الخرافة و الدين و العجز و الفقر و الغباء.

العلم إنتصر على الدين

من اهم الإنتصارات العلمية هو إنتصاره على الدين, حامل لواء الخرافة و أقوى حصون الجهل في عالمنا الآن. المدارس و الجامعات و مراكز الأبحاث في عصرنا الحالي هي معابد للعلم, حيث لا مكان للدين أو تخاريفه و جهله .. يتفاوت الحال طبعا من بلد إلي آخر لكن الأساس واحد. المشكلة فقط أن هذة المعابد العلمية موجهة لهداية و تنوير الأطفال و الطلبة و الأكاديميين المتخصصين, لكن كبار السن من غير المتخصصين و هم أغلب شعوب العالم لا يوجد لهم معبد للعلم يخدمهم. لذلك يذهب الناس إلي معابد الخرافة الدينية المسماة مساجد و كنائس و غيرها لكي تمسح من أذهانهم كل ما تعلموه في معابد العلم و هم صغار .. للأسف المنظومة الإجتماعية تحتاج إلي إصلاحات كبيرة.
لكن التعليم في الغالبية العظمى من دول العالم (إلا الدول شديدة التخلف) يغلب عليه الطابع العلمي و ليس الديني .. فسواء الفيزياء أو الأحياء أو الكيمياء أو الجبر أو الهندسة أو اللغات أو الفلسفة أو التاريخ أو الجغرافيا او غيره, فالعلم حاضر و يعلم الأطفال و يهذبهم. بالطبع لا تزال دول متخلفة تعلم أطفالها بعض الدين ربما بدون إهتمام أو ذرا للرماد في العيون, و عموما لا يزال التعليم الديني موجودا .. لكن لا شك أيضا أن الدين يتراجع على كافة الخطوط أمام تضخم و بطش العلم : الدين الرسمي للإنسانية قريبا.
بوستر الفيلم الدعائي النازي / إنتصار الإرادة
بوستر الفيلم الدعائي النازي / إنتصار الإرادة
يكفي أن معجزات العلم في الطب و التكنولوجيا تسحق معجزات الآلهة في الحكايات و القصص الإسلامية  او المسيحية او غيرهم. الله طير محمد في القصص و المسيح مشى على الماء في القصص .. لكن العلم أرسل إنسانا الي القمر أمام الكاميرات و يشفي الناس يوميا من أمراض لا علاج لها و يرفع من مستوى معيشة كل الجنس البشري في أنحاء العالم .. في أكبر كسر لقوة و مكانة آلهة الأديان التي لا تفعل الأفاعيل إلا في القصص و الحكايات الشعبية فقط. الناس بشكل تلقائي لا إرادي أصبحت متأكدة أن الطب هو الشافي و ليس الله .. لكن حين يتعرضون لسؤال مباشر ينكرون طبعا.

الدين علم الأغبياء

لكن من منظور علمي, ما السبب في نشأة الدين أساسا ؟! يقال أن الدين نشأ حين التقى أول نصاب بأول معتوه, و يعتقد ماركس أن الدين نشأ لكي يكون لجاما في يد البرجوازيين و الأغنياء فيتحكموا به في البروليتاريا الفقراء. و هناك تفسيرات أخرى جديرة بالإعتبار و الدراسة أيضا منها تحليلات علم الإجتماع التي قدمها مؤسس علم الإجتماع الحديث / إميل دوركاييم .. بالإضافة إلي وجهةأخرى للنظر يمكن إضافتها.
الدين ببساطة هو علم الأغبياء و رجال الدين هم علماء الاغبياء, و الدين هو إختراع إخترعه الأغبياء للسيطرة على الأذكياء لأن الأغبياء أكثرية دائما بينما الأذكياء أقلية دائما. يعني ما هي نسبة العلماء و المخترعين بالنسبة لعدد السكان في أي دولة .. بل في أكثرها تقدما و تفوقا ؟! هي 1% او أقل من ذلك. و في الدول المتخلفة يمكن إعتبار العالم أو المخترع هو كائن خرافي, و في الغالب يتم السخرية منه في الأعمال الفنية و السنيمائية.
و سبب الندرة النسبية للأذكياء من العلماء و المخترعين هو الإنتخاب الطبيعي, فالطفرات الطبيعية التي تظهر بشكل عشوائي في الكائنات الحية منذ بدء عمليات التطور على الأرض هي في الغالب طفرات ضارة و سيئة و تؤدي إلي موت و إنقراض المتطفر .. لكن هناك أيضا طفرات تستمر لأنها تجعل الكائنات الحية : أقوى (و منها تطور الأسد) أو أضخم (و منها تطور الحوت) أو أسرع (و منها تطور الفهد) أو أذكى (و منها تطورت القرود) أو أجمل (و منها تطور الطاووس) او كائن يطير أو يعوم او يحفر .. الخ. و بسبب تمتع الكائنات الحية بطفرات طبيعية مختلفة نجد الكائنات الحية تتواجه و كل كائن حي يستخدم طفرته في صراعه ضد بقية الطفرات. فمثلا الفهد بسرعته يواجه الغزال بسرعته, الثعلب بحيلته يواجه الفئران بحفرها, القرد البشري بذكاؤه يواجه الأسد بقوته .. و هكذا.
و الجنس البشري أيضا يعمل بنفس آليات الإنتخاب الطبيعي التي تعمل بها المنظومة الحيوية كلها على الأرض, ففي الجنس البشري نجد الأضخم و الأقوى و الأشرس و الأذكى و الأجمل .. الخ. و كل فرد بشري يحاول الحصول على أكبر مكاسب ممكنة بإستخدام طفرته الطبيعية أو طفراته الطبيعة (قد يحصل إنسان على ميزتين او ثلاثة أيضا) مثلما تحاول بقية الكائنات الحية الحصول على أكبر مكاسب مستخدمة طفراتها الطبيعية. فكل طفرة أو قدرة طبيعية تعوض عجز آخر, و كما أن الأعمى يلجأ إلي إستخدام سمعه و الإعتماد عليه مما يعزز هذا السمع و يقويه .. نجد ان الجميلة التي تحصل على إعجاب الناس و مساعدتهم, أو القوي الضخم الذي يحصل على خوف الناس و إنصياعهم هم بطبيعة الحال أقل الفئات إعتمادا على ذكاءهم.
و هذا ما يجعل طفرة الذكاء تمثل الأقلية في أي منظومة حية بشكل طبيعي, و كما ان الجنس البشري يمثل الأقلية وسط الكائنات الحية التي لا تعد و لا تحصى .. كذلك يمثل الأذكياء و العباقرة أقلية وسط طوفان البشر بطفراتهم الأخرى من قوة و ضخامة و جمال و حدة نظر و غيره. و لأن طفرة الذكاء يمكن أن تحقق إنجازات ضخمة و إمكانيات كبيرة من خلال تراكمها المعرفي و التقني على المدى الطويل .. كما حدث مع القرد البشري, فالطفرات الطبيعية الأخرى في أغلب الأحيان تعجز عن معالجة هذة الطفرة او مواجهتها. و كما ان الإنسان و الأسد في صراع مباشر و بدون ادوات سيفوز به الأسد غالبا, و كما ان القوي و الذكي في مباراة ملاكمة سيفوز بها القوي غالبا .. فالإنسان أصلح للبقاء من الأسد على المدى الطويل و الذكي أصلح للبقاء من القوي على المدى الطويل.
و بسبب هذا العجز و الضعف الذي يشعر به القوي و الشرس و الجميل و الضخم و حاد البصر و حاد السمع .. الخ تجاه الذكي, قام هؤلاء جميعا بشكل آلي لاواعي و بدون إتفاق صريح بتطوير طرق و وسائل لمواجهة الذكاء و الذكي دفاعا عن أنفسهم. من ضمن هذة الوسائل هي الدين, ففي الغالب حاول الأذكياء في البداية السؤال عن أشياء كبيرة او تجريب و إكتشاف أشياء كبيرة لم تستطع الطفرات الغبية الأخرى بطبيعة الحال فهمها او معالجتها .. و من ثم طوروا مفهوم الدين (بالإضافة لأسباب أخرى لا مجال للحديث عنها الآن) كطريقة لفرض مفاهيم غبية ثابتة مقدسة بالقوة الجبرية التي يحتكرونها غالبا على المدى القصير لكي يمنعوا الأذكياء من التحكم فيهم أو السيطرة على مواردهم و ثرواتهم. فصار الفكر كفر, و المنطقة زندقة, بينما التخريف الديني علما مقدسا. و صار المفكر و العالم كفرة و زنادقة يجب قتلهم و حرقهم لكي لا يبلبلوا المفاهيم و يسفهوا علم البسطاء المقدس ألا و هو الدين أيا كان نوعه و أيا كان إسمه.
و لهذا السبب لجأ الأذكياء لمجاراة عامة الناس في الغالب و المزايدة على جهلهم و غباءهم حتى لا يكتشفوا أنهم أذكياء و ليسوا أغبياء مثلهم !! و بدلا من أن يفرض الذكي قيمه و إكتشافاته صار منبوذا و ملعونا (حتى في المدارس و الجماعات يقوم الأقل تحصيلا في الدراسة بنبذ الأذكياء و المتفوقين دراسيا و إطلاق ألقاب سلبية عليهم, و هي في الغالب ألقاب توحي بالغباء كنوع من الإنتقام) و من ثم كان الأذكياء غالبا ما يضطرون للتحدث بلغة شعبية بسيطة او باسلوب غبي لكي لا يكشفوا ذكاءهم و يتعرضوا للنبذ أو الإهانة. بل كان الإجماع الشعبي على قدسية الدين غالبا ما يوحي حتى للأذكياء بحتمية سلامة هذا الدين و قدسيته .. فلأن الأغبياء هم من قاموا بإبتداع  الدين (بواسطة الإنتخاب الطبيعي, البقاء للدين الأصلح للبقاء .. و الدين الأذكى هنا سيكون هو الأقل شعبية) فقد أكدوا فيه على تساوي جميع الناس في الفهم و الذكاء و الإمكانيات لان الإله يساوي بين كل الناس كطريقة من الأغبياء لقهر الأذكياء و الموهوبين.
و بسبب ذلك لجأ كثير من الأذكياء إلي إحتراف الدين و الدعوة إلي الدين كطريقة للنصب على الأغبياء و كسب إحترامهم و اموالهم .. مع انهم في دخيلة أنفسهم يعرفون زيف و بطلان علم الأغبياء هذا. و بهذة الطريقة تم تحجيم نفوذ الذكاء (و ليس الأذكياء) لفترة طويلة, حتى بدأ الذكاء يكتسب ميزات تنافسية بسبب تراكم المعرفة و التقنية مما ادى بالدول إلي الإعتماد عليهم و دعمهم و حتى عزلهم عن عامة الناس لكي يقوموا بإختراع و تطوير الأجهزة الحديثة و التكنولوجيا و الصواريخ و الأقمار الصناعية و الحواسيب و الطب و الهندسة الوراثية .. الخ. و في مقابل الدعم الذي يحصلون عليه و بعض المال و المكانة الإجتماعية .. يصرفوا النظر عن قيادتهم للمجتمع تاركين الاغبياء ممن يمتلكون المال هم من يوجهون العلماء لكي يعملوا ذكاءهم في تطوير : شامبوهات لتنعيم الشعر أو ادوية لزيادة القدرة الجنسية أو أسلحة دمار شامل !!
حتى بدأت موجة حديثة من علماء و عباقرة هذا العصر بمحاولة كسر هذة المعادلة القبيحة حيث يتحكم الاغنياء الأغبياء في العلماء الأذكياء و الفقراء الأغبياء على حد السواء .. و يقودوا المجتمع الإنساني كله إلي حالة من الصراع الدموي و الإنحطاط الاخلاقي. فحاول هؤلاء العلماء من امثال كارل ساجان و ريتشارد دوكنز و سام هاريس .. تعليم الناس الأغبياء فساد الدين و فساد قيمهم السلوكية و المعرفية و الإجتماعية. و هي طريقة محترمة و اخلاقية و يمكنها ان تحل المشكلة التطورية بين الأذكياء و الاغبياء : فبدلا من ان يتصارع الأذكياء و الاغبياء, و بدلا من أن يفقد المجتمع إمكانيات و قدرات أذكى من فيه .. كما يفقد فرص و إمكانيات عظيمة رهيبة يمكن ان تتحقق لمن هم أقل ذكاء لو تولى العلماء قيادة المجتمع : يحاول العلماء الأذكياء تحويل البشر الجهلاء الأقل ذكاءا إلي ناس أكثر علما و ذكاءا بنقل مكتشفاتهم و تقنياتهم الفكرية و المعرفية إليهم .. كنوع من تقليل الظلم الإجتماعي بين الناس و تحقيق بعض العدالة الإجتماعية.
و لأن الدين يكافح دون ان يتحول الناس إلي أذكياء علماء و يوقفوا كل هذة المفاسد التي نعيش فيها, طور العلماء الأذكياء فيروس يقوم بإفساد المنظومة المعرفية الفاسدة التي يعتمد عليها الأغبياء لصد طوفان الأفكار و النظريات العلمية الذكية .. و سموا هذا الفيروس : الإلحاد. ثم إخترعوا الإنترنت كمجال نظري يمنع الإحتكاك البدني المباشر بين الأذكياء من ناحية و الأقل ذكاءا من الأقوياء و الضخام و الجميلين و غيرهم .. و من ثم يستطيعون من خلاله تعطيل ثم تفكيك البنية العقلية و المعرفية الغبية التي يسميها عامة الناس “الدين” بواسطة الفيروس الذي طوروه و سموه “الإلحاد” حتى يمكنهم بعد ذلك تهيئة هذة العقول لإستقبال معارفهم العلمية الذكية دون أن يعمل الجهاز المناعي المقاوم للأفكار الجديدة و الذكية الذي يسمونه “الدين”.
 و حاليا يبدو ان هذة التقنية تعمل بمنتهى النجاح, و الإلحاد ينتشر بمنتهى القوة كالنار في الهشيم, و التعليم العلمي العلماني يتم فرضه اكثر و أكثر على كل بلدان العالم, و الناس تتحول إلي أذكياء قسريا و بلا وعي منهم. و على الناحية الأخرى يقاوم الاغنياء الأغبياء هذا الزحف النبيل بكل قوة .. حفاظا على مكاسبهم و سلطانهم على بقية الأغبياء من الفقراء و المساكين.

بين الإعجاز العلمي و الخلقية

و من مظاهر و دلائل إنتصار العلم على الدين خصوصا هو الحالة التصالحية التي يحاول بها رجال الدين نفاق العلم و تقديم أديانهم و آلهتهم و كأنها متفقة مع العلم و تدعو له .. كما يفعل رجال الدين الإسلامي مثلا من خلال ما إصطلحوا على تسميته “إعجاز علمي” !! هم يتبجحون بأن الإسلام يدعو إلي ملاحقة العلم و لو في الصين و إن أول آية نزلت على نبيهم هي “إقرأ” و إن هناك إشارات علمية كثيرة في القرآن و أن الحضارة الإسلامية أنتجت الكثير من العلماء العباقرة .. و ما إلي آخر هذة السخافات و الإدعاءات !!
و الحقيقة أن حتى هذة التفاهات البسيطة التي يتبجحون بها ليست إلا أكاذيب وقحة : فأول آية نزلت على محمد كانت فعلا هي إقرأ .. و لكن محمد للأسف و كما يؤكد الغالبية الساحقة من رجال الدين كان أميا جاهلا لا يمكنه حتى القراءة أو الكتابة !! و لذلك فحين كان الملاك جبريل يأمره بالقراءة لم يكن يريد من محمد إلا الترديد الببغائي من خلفه للكلام السحري المعجزي الذي أتى به جبريل عبد الله و رسوله .. لأن النبي الأمي ما كان ليقرأ إسمه هو شخصيا و لو حتى بمعجزة إلهية ! و على كل حال لقد عاش النبي أميا جاهلا و مات أميا جاهلا .. و لم يكلف نفسه بتعلم القراءة و الكتابة لكي يصير التعلم سنة نبوية, مكتفيا بالحفاظ على سنته في نكاح بنات الحضانة و تنظيف المؤخرة بثلاث حجرات لكي تتواوث الأجيال من بعده هذة السنة الشريفة المطهرة !!
أما بالنسبة لدعوة الإسلام إلي العلم من خلال الآيات القرآنية و الأحاديث فهي كذبة أخرى : و ذلك لأن ما هو معروف إصطلاحا بـ “العلم” في عصرنا الحاضر لم ينشأ إلا بإكتشافات كوبرنيكوس بخصوص دوران الأرض حول نفسها و حول الشمس .. و من بعده توالت الإكتشافات و الإختراعات. أما ما قبل ذلك منذ إختراع البلطة البدائية و إكتشاف إشعال النار فيعتبره المؤرخون العلميون إرهاصات او أعراض للحمل في الجنين (العلم) .. و عموما لم يكن العلم بمفهومه المادي التجريبي معروفا للناس قبل عصر فرانسيس بيكون بأي حال. لهذا فرجال الدين يكذبون كالعادة بالإشارات الإسلامية إلي العلم و كأنها دعوة للتعلم و ليس إلي ما إعتبره محمد و لا يزال الكثير من العامة و الغوغاء يعرفونه و هو العلم الشرعي أو علوم الفقه أو علوم اللاهوت.
حتى ما يدعوه من إعجاز علمي في القرآن ليس إلا لوي للمعاني يتم تطبيقه على نص غامض تافه هو النص القرآني الأقرب إلي سجع الكهان من أي شيء آخر, فهي حيلة كذوبة أخرى. أما أسوأ ما يدعونه هو أن ما اصطلحوا على تسميته “الحضارة الإسلامية” قد أنتجت علماء, مع أن حتى هؤلاء الأفراد القليلون الذين دعموا العلم قبل لحظات ميلاده على يد كوبرنيكوس كانوا منتسبين إلي الحضارات النهرية (البابلية و الآشورية و الفنيقية و غيرها) و لم يكونوا عربا في أغلبهم .. ثم انهم كانوا ملاحدة أو لادينيين أو مشكوك في دينهم من قبل رجال الدين الإسلامي بسبب علومهم هذة : لكن كعادة الكذبة, لا مانع من التفاخر بهم وقت اللزوم.
لكن على أي حال الموقف الإسلامي من العلم في المعتاد هو الإنكار و الطعن و الرفض في البداية, ثم محاولة لوي معاني النصوص القرآنية المنافقة ذات الألف وجه لكي تبدو و كانها توافق على إنتهى إليه العالم من إكتشافات علمية. لكن تبرز تساؤلات كثيرة منها ما قاله د/ سيد القمني و منها ما قاله غيره : إذا كان القرآن ملئ بهذا الشكل بالإعجاز العلمي فلماذا لا يتم إكتشاف هذا الإعجاز أبدا قبل أن يعرفه العلماء بالتجريب و الإختبار .. بل دائما ما ياتي بعده في شكل تبريري للإسلام ؟! ثم إذا كان الإسلام يدعو إلي العلم, و العلم يدعو إلي الإلحاد .. فكيف يمكن لوم الملحدين إذا كانوا ينفذون بالفعل تعاليم الإسلام ؟!!
الدين يعني : لا أرى, لا أسمع, لا أتكلم
الدين يعني : لا أرى, لا أسمع, لا أتكلم
أما حالة المسيحية أمام العلم فهي تبدو مختلفة قليلا, فلأن العلم نشأ أساسا في الفناء الخلفي للمسيحية الأوربية لذلك فالصراع كان مستعرا منذ لحظة الميلاد و تكفير العلماء بدأ من قبل الكنيسة الكاثوليكية و حرقهم بسبب إرتدادهم عن المسيحية و إعتناقهم للدين الحق (العلم) .. حتى إنتهى الحال بالمسيحية أن أصبحت أكثر تأدبا أمام العلم بل أقرب إلي الكلب الأليف المطيع منها إلي أي شيء آخر. لكن هذا الحال موجود في أوربا تحديدا بسبب الميراث التاريخي للصراع بين المسيحية و العلم, أما في أمريكا فلأنها دولة حديثة و ليس لديها مثل هذا الميراث .. فالكتلة الإنجيلية البروتستانتية لديها رأي آخر.
 حتى الآن لا يزال كثير من البروتستانت ينكرون أبسط الحقائق العلمية و على رأسها نظرية التطور .. لدرجة انهم يحاولون بكل وقاحة حشر خرافاتهم التوراتية عن الخلق في المدارس !! بالطبع الهزائم التي تلقوها في المحاكم الأمريكية هزيمة تلو الهزيمة حفظت التعليم العلمي العلماني في أمريكا من هذة التشوهات العقلية و الخرافات الدينية, لكن المخرف الديني المعتوه منعزل عن الواقع و يرفض الإعتراف بالهزيمة. على أي حال فالمسيحية (الأوربية بالذات) تلقت من الصفعات و اللكمات من العلم ما يجعلها حاليا تتراجع أمام الإلحاد العلمي (و ليس الإلحاد الأيديولوجي) على كافة خطوط المواجهة .. و في أمريكا و في كندا و في أستراليا و غيرها, لم تعد مكانة المسيحية و حضورها كما في السابق.

الدين يدعم التخريف و الجهل

لكن الحق يقال, انه برغم كل مفاسد و جرائم و غباوات الدين كظاهرة إجتماعية طفيلية – حيث يمتص رجال التخريف الديني الوعي و التقدم البشري مثل البلهارسيا – إلا أنه لا مجال لإنكار روعة الإنتخاب الطبيعي في تطوير هذا الكائن المصمم بمنتهى الدقة لمنع تسرب أي فكر أو معرفة إلي العقل !! ميكانيزمات عمل الدين و التحامه بالعواطف و النفسية البشرية بطريقة تجعل أي محاولة لتنوير الناس هي إعتداء شخصي عليهم و كفر بيّن .. هي شيء مثير للفكر و التعلم !!
فأولا, لديك هذا الميكانيزم الرائع : التقديس.
و هو وسيلة نفسية يستخدمها الدين تجاه أي عقيدة لديه .. و كلما زاد حمق و تخريف العقيدة كلما عظم تقديسها !! و التقديس في حد ذاته ليس شيئا, فهو لا يضلل أو يلهي الأذكياء .. لكن التقديس لا يعمل بهذة الطريقة : التقديس فقط يعطي الحجة للعامة و الغوغاء لقتل المفكر الكافر أو الفنان المسيئ للمقدسات بأعماله الفنية. يعني التقديس هو مجرد حجة للقتل و التخويف من القتل .. بدون أي منطق عقلاني طبعا, لكن غريزة البقاء هنا تمارس دورا قويا في تضليل عقل المفكر قبل أن يتورط في التجرؤ على المقدسات و يورد نفسه موارد التهلكة !!
واو .. عمل رائع أيها الدين !!
ثاني ميكانيزم رائع آخر هو : الإيمان.
و هو طريقة عاطفية لطيفة في قول .. التفكير بالتمني. هل تتمنى لو أنك لن تموت أبدا ؟! إوهم نفسك أنك لن تموت أبدا و سمي هذا إيمان .. حلت المشكلة ! هل تتمنى لو لديك حارس خاص خارق مجنح يسهر على رعايتك و مساعدتك ؟!! إوهم نفسك بوجود ملاك حارس و سمي هذا إيمان .. حلت المشكلة ! هل تتمنى لو لديك أجنحة تطير بها مثل النسور و الطيور ؟! إوهم نفسك أنك تطير فعلا و سمي هذا إيمان .. حلت المشكلة ! و الآن فلنغني معا :
I believe I can fly
I believe I can touch the sky
I think about it every night and day
Spread my wings and fly away
I believe I can soar
I see me running through that open door
I believe I can fly
I believe I can fly
I believe I can fly
بالطبع هذا يختلف عن الثقة بالنفس (Self-Confidence Or Self-Esteem) لأن ثقتي بنفسي يعتمد على معرفة حقيقية بذاتي و واقعي .. لكن أن أتوهم أنني خالد لا أموت أو أطير رغم أنف الجاذبية أو أنني كائن خارق للطبيعة بأي شكل فهذا ليس ثقة بالنفس بل جنون عقلي و إنحراف نفسي لا شك فيهم.
أما ثالث أهم ميكانيزم هو بدعة “المسبب الأول”  .. او ما يعرف في الشرق الأوسط بإسم “الله”. و هذة الطريقة في تعطيل واحد من أهم المبادئ العلمية و هو مبدأ السببية اللامحدودة (لكل شيء سبب) هي من أسوأ ما فعله الدين يحاول به منع تسرب العلم إلي العقول ! فمثلا حين ترى هطول المطر لديك طريقتين في التفكير : إما ان تعتقد بأن هناك سبب طبيعي أنتج هذة الظاهرة و إما أن تعتقد أن هناك سبب خارق للطبيعة أنتج هذة الظاهرة و هو الإله (أيا كان إسمه). و المشكلة في الطريقة الدينية في تفسير نشوء العالم و البشرية و غيره هي أنها لا تعطي تفسيرا من الأساس .. بل تعطي إسم الفاعل فقط و كأنها إجابة للتساؤل. و يمكن توضيح الفكرة عن طريق نكتة معروفة ..
ذات مرة سافر صعيدي إلي القاهرة مصطحبا زوجته و إبنه معه, فذهبوا إلي حديقة الحيوان. و حين شاهد الطفل الفيل سأل والده : ” ايه ده يابوي ؟!” فقال له أبوه : “الله أعلم”. خرجوا من حديقة الحيوان فوجدوا دبابة في الشارع, فسأل الطفل والده : “ايه ده يابوي ؟!” فقال له أبوه : “الله أعلم”. بعد قليل سمعوا هدير الطائرات و رأوها تطير فوقهم على إرتفاع منخفض, فسأل الطفل والده : “ايه ده يابوي ؟!” فقال له أبوه : “الله أعلم”. و هنا قامت الأم بتعنيف الطفل قائلة : “ما كفاية بقا يا واد, هريت أبوك أسئلة”. فقال الرجل : “ماتسيبيه يا ولية .. خلي الواد يتعلم”.
و مثل هذا الرجل قليل التعليم و التجربة يجيب الدين عن كل شيء بنفس الإجابة : الله فعل. من ينزل المطر ؟ الله. من خلق الكون ؟ الله. من خلق الإنسان ؟ الله. و كأن ذكر إسم الفاعل إجابة في حد ذاتها !! بل إن هذا النوع من الأسئلة متواطئ و يريد إجابة محددة هي إسم لفاعل, لكن على أي حال سواء كان أي حدث تم بفعل فاعل أو كحادثة طبيعية ففي جميع الأحوال لا يهم الإسم بقدر ما تهم طريقة الحدوث. يعني السؤال لا يجب أن يكون : من ينزل المطر, أو حتى ..ما ينزل المطر !! بل السؤال الصحيح يجب أن يكون عن الميكانيزم و ليس الفاعل : كيف ينزل المطر ؟ فالمشكلة ليست في من (شخص) أو ما (موضوع) لأن أي إجابة على أيا من هذة الأسئلة لا يعلم شيئا. المنهجية السببية أو الميكانيزم هو الإجابة الصحيحة و السؤال عنها هو السؤال الصحيح .. السؤال الصحيح عن المنهجية و ليس عن الفاعل سواء كان الإله المزعوم أو حتى الطبيعة.
لكن الدين هنا يستخدم إجابته الإيمانية المقدسة (الله) و كأنها جوكر الكوتشينة, و كأنها تجيب فعلا عن أي شيء مثل الرجل الصعيدي. لكن حتى لو كان هناك ما يسمى بإله هو من خلق الإنسان, فكيف خلقه ؟! ما هي التقنية التي إستخدمها و كيف يمكن نسخها و تجريبها ؟! لأن ما يفرق المخترع العبقري عن النصاب المدعي هو أن إختراعه له تقنية يمكن نسخها و تجريبها و التأكد منها .. و إلا لتقدم كل نصاب مزور يدعي أنه صاحب فضل في شيء مادام ليس ملزما بتوضيح كيفية فعلها.

الجهل المقدس

و بالإضافة لكل الغباوات الدينية نلاحظ أيضا أن كل دين من الأديان الشائعة لديه كتاب مقدس يعتبر مرجعا له و أساس لعقائده, لكن بالنسبة للمتعلم فليس لديه مثل هذا الكتاب لأن المبدأ أساسا خاطئ. إن فكرة الكتاب الواحد المقدس تعفي الناس من التعلم و المعرفة من بقية الكتب الأخرى و تحصرهم بين دفتي كتاب واحد أيا كان ما فيه. لقد نشات هذة الفكرة الحمقاء في زمن ما قبل العلم الحديث و ما قبل آلة الطباعة و ما قبل إنتشار التعليم حيث كان كل الناس جهلة لا يقرأون و لا يكتبون بل و لم يكن موجودا وقتها ما يمكن قراءته. لهذا إحتاج الناس لكتاب واحد مقدس يقرأه لهم الشيخ او القسيس في المعبد و يفسره لهم بشرط أن يحتوي هذا الكتاب السحري المعجزي على كل أسرار الكون و الحياة.
و بالتالي فإن من إخترعوا الكتب المقدسة قد إخترعوها للجهال من الناس في زمن عز فيه العلم و لكن في عصرنا الحديث من يتمسك بفكرة الكتاب الواحد المقدس هم القوم الكسالى الذين لا يقرأون و لا يريدوا ان يتعلموا شيئا جديدا و أقصى طموح لهم هو أن يقرأوا ملخصات للمعرفة المقدسة الشاملة و التي تحكي عن قصص خرافية و حكم بلهاء في أسطر قليلة. في الواقع يجب أن تكون كل الكتب مقدسة بمعنى ان تكون كل المعارف محترمة و لها مكانتها اللائقة, لكن ليس التقديس هنا بمعنى أن تكون الكتب فوق النقد و الفحص. لكن هذا التقديس الوثني الذي يحول كتب تافهة سخيفة مثل الإنجيل أو القرآن إلي صنم هو أمر لا يقبله العقل و لا يطيقه العلم.
الكائن الديني يظل طوال حياته يقرأ نفس الكتاب الواحد بلا فهم
الكائن الديني يظل طوال حياته يقرأ نفس الكتاب الواحد بلا فهم
لكن هذة هي سمة التخلف الديني, معرفة إلهية مطلقة ثابتة كاملة تامة معصومة يمكن حصرها في كتاب واحد مكون من صفحات قليلة .. لانه موجه أساسا لناس أميين و جهلة لا تقرأ أو لا تريد أن تقرأ و من ثم كل الكتب بالنسبة لهم سيان. و في المقابل هناك العلم أو المعرفة الإنسانية النسبية المتحركة المتطورة التي تصحح نفسها بإستمرار لا يمكن حصرها في أي عدد من الكتب مهما كانت .. لانها موجهة أساسا للمتعلمين الأذكياء المحبين للمعرفة و القراءة. و على نفسي السياق نجد المقارنة بين التقنيات الإلهية و التقنيات العلمية, فالمعجزة الإلهية خارقة غامضة ولا تحدث إلا لحكمة خفية لصالح ناس بعينهم .. بينما التقنيات العلمية طبيعية يمكن نسخها و تكرارها و تطويرها و تخدم كل الأجناس البشرية.
و لهذة الأسباب تحديدا ترفض الأديان أن يتعلم أطفالها تعليما علميا علمانيا, لان زرع و رعاية الذكاء و السببية العلمية في الأطفال هو تحريض صريح لهم على الكفر بالجهل المقدس الذي يسمونه إلها. و لهذة الأسباب ينتشر التدين في الشعوب ذات النسب العالية من الأمية و التسرب من التعليم و إنخفاض مستوى التعليم بوجه عام .. و لو تعلم الناس جميعا لكفروا جميعا بمرور الوقت كما يحدث حاليا في الدول المتقدمة. الصراع بين العلم الدين يمكن إدارته بطريقة غير صدامية أو مباشرة : يعني من السهل القضاء التام على الدين عن طريق القضاء على الأمية و رفع مستوى التعليم و الثقافة لدى عموم الناس بشكل عام. أيضا مساعدة الناس على الإنتفاع بالمعجزات العلمية من طب و تقيات حديثة و غيره سيعلمهم المنطق العلمي في السببية المنهجية .. بدلا من المنطق الديني الخرافي في النسب إلي إسم فاعل مجهول.
 و عموما العلم منتصر لا محالة, العلم إنتصر فعلا منذ قرون حين إنتزع التعليم من الدين .. و هو ما يعني أن المدارس تعمل ضد الدين بوجه عام و أن الأجيال القادمة ستكون اكثر كفرا و إلحادا لا محالة. و كلما تلقى الدين هزائم كسب العلم إنتصارات, و رغم أن سكان المناطق المتخلفة الموبوءة بالدين لا تزال تعاني .. و رغم أن في ايامنا هذة تفضل الاشارات على المشار اليه, وتفضل النسخ على الاصل, والخيال على الحقيقة والمظهر على الجوهر و أن الوهم مقدس في ايامنا بينما الحقيقة دنسة (كما يقول الفيلسوف الألماني / لودفيج فيورباخ) .. إلا أن نصر العلم قريب هنا أيضا, فالعلم غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.

وجه المقارنة

الدين

العلم

الفضائل التي يدعو إليها
الإيمان الأعمى و الطاعة العمياء بالإضافة للإعتمادية و السذاجة و الكبرياء
الشك و الذكاء و الإستقلالية و التجريب و الإجتهاد و الموضوعية
الفضيلة الرئيسية
حتى لو كان ضده آلاف من الأدلة فالإيمان هو المطلوب
حتى لو كان معه آلاف من الأدلة فالشك هو المطلوب
المصدر
كتاب واحد سهل و بسيط
أعداد ضخمة و متزايدة من الكتب الصعبة المعقدة و المراجع الأساسية
إشتراطات القبول
لا يحتاج إلا إلي عقل بسيط (أو لا عقل) و مجهود بسيط (أو لا مجهود)
يحتاج لعقول ذكية و سنين من التعلم و الإجتهاد و المثابرة لكي تفهمه
مدى علمه
يعلم كل شيء و لا يخفى عليه شيء و يفتي في كل شيء
لا يدعي الإلمام بكل شيء و هناك فجوات يسعى لملئها بإستمرار
مدى صحة علمه
هو الصح المطلق و لا يخطئ أبدا و أي تعديل فيه هرطقة و كفر
يصحح نفسه و يزداد دقة بإستمرار كلما ظهرت أدلة جديدة
حيويته
قديم جدا و ثابت دائما فهو لا يتغير منذ نشأته
كل يوم به إكتشافات جديدة و إختراعات جديدة
طبيعة موضوعاته
محلية ماضوية تعبر عن مكان محدد و زمن مضى
عالمية و كونية بلا حدود زمانية او مكانية
نوعية المادة التي يقدمها
مسلية وعظية مثيرة و كل الحكايات فيها ينتصر الخير على الشر
دقيق و ممل و به الكثير من المعلومات و التفاصيل و الأرقام
شخصيته و صفاته
شخصي و حميم و مجامل و الإنسان هو محور إهتمامه
موضوعي و بارد و قاسي و العالم كله (بما فيه الإنسان) هو محور إهتمامه
طبيعة معجزاته
معجزاته لا يراها (ان رآها) إلا أبناؤه المختارين في الحجرات المظلمة
له معجزات و إنجازات جبارة يشهد لها كل إنسان على الأرض
طبيعة مساعداته
لا يساعد إلا المؤمنين به فقط
يساعد كل الناس و يرفع مستوى معيشتهم دون أن يعرفوا عنه شيئا
تقدير الناس له
الناس لا تقدر غيره, لا شأن له بشيء و يحصل على المديح كله
الناس لا تقدره, فهو يشفي و الدين يحصل على المديح كله
سعة صدره للنقد
أي نقد له يعتبر إزدراء للمقدسات يتسبب في قتل أو سجن صاحبه
يقبل النقد في كل الأحوال و أتباعه يرحبون بأي شكوك أو إتهامات
إمكانية الإعتماد عليه
غير مضمون إطلاقا فالمعجزة قد تحدث و قد لا تحدث
مضمون دائما و يعتمد عليه (اللمبة تنير المكان في كل مرة تضغط الزر)
وعوده
ستتحقق بعد الموت فقط لمن يؤمن به فقط
تتحقق كل يوم في حياتنا و لكل الناس الداعمين له و النافرين منه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق