الحقيقة إله العلم

الحقيقة تحمل مشعل العلم
هل تحب الحقيقة ؟
قبل أن تجيب عن هذا السؤال أدعوك للتفكير في حياتك و في المواقف التي أتخذتها بحيث تستطيع أن تتعرف على نفسك أكثر بدلا من أن تجيب إجابة نموذجية لا تعبر عنك فعلا ..
في معظم الأحوال لا تكون الحقائق تمسك شخصيا فتؤثر على حياتك أو شخصك بشكل مباشر, يعني لو تساءلنا “هل كانت الديناصورات تبيض أم تلد ؟” أو “هل مات نابليون مسموما أم بطريقة طبيعية ؟” فهذة التساؤلات لن تهمك ما لم تكن مهتما بعلم الأحياء أو بدراسة التاريخ. لكن تخيل أنك تواجه موقفا الحقيقة فيه هي أمر يمسك شخصيا, و إفترض أنك تعيش في وهم جميل بينما الحقيقة مؤلمة شديدة الإيلام, يعني السؤال بشكل مباشر : هل تريد أن تعرف الحقيقة حتى لو كانت حقيقة مؤلمة تعطيك إدراكا لواقع مر و هو حتى واقع لا يمكن تغييره أو تفاديه ؟ يعني كل ما ستفعله معرفتك بهذة الحقيقة أنها ستقوم بإيقاظك من حلم جميل رائع لتواجه واقعا مرا مؤلما بلا أمل في تغييره بحيث تتركك الحقيقة وحيدا كئيبا حزينا معدوم الحيلة, فهل مازلت تريد معرفة الحقيقة لو كانت هذة هي الحالة المطروحة ؟
 على سبيل المثال :
  1. لو كان أبوك او أمك او جدك أو أسلافك ناس غير شريفة أو غير محترمة بأي شكل من الأشكال .. هل تريد أن تعرف ذلك لو كانت هذة هي الحقيقة ؟!!
  2. لو كنت تحب زوجتك حبا جما, هل تريد أن تعرف انها تخونك او خانتك ذات مرة ؟
  3. لو كنت مريضا بمرض خطير لا علاج له .. هل تريد ان تعرف ذلك من الطبيب ؟
  4.  لو كان هناك عيوب سيئة في شخصيتك و طباعك .. هل تفضل أن تعرفها ؟
  5.  لو كنت إنسان متدين جدا .. هل تريد أن تعرف أن الدين الذي تربيت عليه و تعلقت به دين خاطئ ؟
  6.  لو كنت تعيش سعيدا باي شكل من الأشكال .. هل تريد أن تعرف أن سعادتك هذة وهمية لو كانت هذة هي الحقيقة ؟
من النبل أن يسعى المرء نحو خير الإنسانية و من الذكاء طبعا أن يسعى المرء لتحقيق سعادته الخاصة لكن بدون الحقيقة لا شيء يمكن أن يستقيم, من يسعى لفعل الخير فعليه أن يسعى نحو الخير الحقيقي و ليس ما يبدو أنه خير, و من يسعى خلف السعادة لن يصبح سعيدا أبدا لو لم يكن مهتما بالسعادة الحقيقية و ليس المزيفة, ناهيك عن أن الحقيقة قيمة تطلب لذاتها فهي المعرفة الأقرب إلي الواقع و التي يقوم عليها أي فهم سليم أو عمل مفيد. بالتأكيد أن بدون سعي دؤوب نحو الحقيقة لا يعطله كلل و لا ملل فلن تستقيم الأمور أبدا.
و للتدليل على أهمية الحقيقة التي تفوق أهمية أي قيمة أخرى تحضرني رواية “آلة الزمن” لهربرت جورج ويلز, فالبطل حين ذهب بآلة الزمن إلي المستقبل وجد البشر يعيشون في جنة رائعة, وقد أصبحوا مسالمين و جميلين و فرحين ثم بعد ذلك إكتشف أن هناك جنس بشري آخر قد نشأ بسبب التفرقة الطبقية بين الأرستقراط و العمال و هذا الجنس هو من يزود البشر الجميلين الذين وجدهم بالغذاء و كل الإحتياجات كنوع من الرعاية التي يقدمها المزارع لماشيته, ففي المستقبل سيتحول الأرستقراط المدللين لماشية يتغذى عليها العمال.
ألا يجعلك هذا التفكير تتخيل لو كنت خروفا سعيدا أو دجاجة حمقاء تجد غذاءها بسهولة و تمرح بلا قيود تذكر إلا أنها في الحقيقة تحيا بإنتظار سكين الجزار .. (يا ترى لماذا يختار الإله أغبى البشر و أكثرهم حماقة لكي يدخلوا جنته ؟!!) ففي الغالب هذا الخروف السعيد في حالة لو نما له ذكاء ما و إستطاع التعرف على طبيعة الحياة التي يحياها : سيصبح حزينا مكتئبا منتظرا سكين الجزار فاقد الحيلة و يحاول تنبيه زملاؤه الخرفان بلا جدوى .. فيحيا وحيدا بينهم حزينا و مكتئبا بسبب الحقيقة التي عرفها و لم يستطع تغييرها. أعتقد ان في كل الحالات سيكون من الأفضل للمرء أن يكون خروفا ذكيا مكتئبا فاقد الحيلة بدلا من أن يحيا في سعادة مزيفة و أمان وهمي. الأفضل للمرء ان يسعى للحقيقة مهما بلغت قسوتها و مهما كانت توابعها و لو كانت تعذيب مستمر و بلا جدوى مدى الحياة.
ليه تصحيني في وسط الجنة .. في نار و دموع كنت إرحمني و سيبني شوية .. أعيش مخدوع
ليه تصحيني في وسط الجنة .. في نار و دموع
كنت إرحمني و سيبني شوية .. أعيش مخدوع
حجة أخرى تدل على أهمية و تميز الحقيقة هي أنها القيمة العقلانية الوحيدة و هي القيمة الوحيدة التي يمكن أن تميز البشر عن أي أجناس أخرى. كل الحيونات تسعى من أجل الحصول على اللذة و التخلص من الألم و يمكن إعتبار اللذة شكل بدائي للسعادة بل و قد نجد كائنات حية تضحي بنفسها بسهولة من أجل الخلية أو المستعمرة ..و هذا أيضا شكل بدائي لمعنى الخير : لكن أبدا لا يمكن أن نجد كائن حي يسعى للوصول إلي الحقيقة إلا لو كان كائنا عاقلا ذكيا. هذا يعني أن مجرد سعي الإنسان لشكل متداول أو شائع من السعادة و التزامه بسلوكيات معروف عنها أنها خيرة لا يجعل أي بشري مميزا عن أي كائن حي آخر, مجرد حيوان مدفوع بطريقة غريزية لتكرار سلوكيات رآها من قبل .. إرادة الحقيقة فقط هي ما يجعل أي كائن حي شخص عاقل له قيمة, إرادة الحقيقة و السعي الدؤوب لها و ليس إمتلاكها فعلا لأن هذا مستحيل.

الحب العذري

أكيد أن لا أحد يملك الحقيقة, و من يعرف حقيقة (أي حقيقة) هو لا يملك هذة الحقيقة .. الحقيقة هي التي تملك كل من يجدها و ليس العكس. الحقيقة جميلة لكنها قاسية, تملكك و تتحكم فيك و في حياتك .. تطالبك بالتزامات كثيرة ولا تسمح لك بالحرية. لا يوجد عاقل يسعى للحقيقة و يكون حرا, من يريد الحقيقة عليه ان يخضع لها .. أن يحصل على مهرها اولا. و هو في النهاية لن يتزوجها لأنها ليست ملكا لأحد .. فالحقيقة هي معبودة و مثار إعجاب كل عاقل في العالم أما هي فلا يعجبها أحد و لا تخضع لأحد : لأنها نجمة في السماء لا يستحقها احد. من يريد وصلا بها, من يريد أن يستمع إلي بعض حديثها, من يريد نظرة عطف منها أو إبتسامة فقط .. عليه ان يقبل هذة الشروط. اما من يتكبر عليها و يعتبرها مجرد إمرأة لعوب لا أمان لها .. فيمكنه ان يتجاهلها و يحيا بدونها لو إستطاع.
لكن في كل مرة يظن أن المرء أنه قد إمتلكها أو إمتلك و لو جزء منها هو مخطئ حتما .. فلست وحدك حبيبها, حبيبها انا قبلك و ربما كنت بعدك و ربما كنت مثلك, حبيبها حبيبها. يجب أن نسلم جميعا أن الحقيقة كقيمة لا تساوي و لا يمكن ان تساوي أي معرفة أو معلومة مهما تراكمت عليها الأدلة و الأسانيد و الإثباتات, الحقيقة ليست هي الله أو الإيمان بأي اله كما انها ليست الإلحاد و لا الخلق و لا التطور و لا الإنفجار العظيم و لا أي شيء.
الحقيقة أهم و أبقى من كل الآلهة و المعتقدات و المواقف الفكرية و المعلومات المؤكدة او المشكوك فيها, و لذلك فمن يحب الله أو الدين أو الإلحاد أو الخلق أو التطور أو الماركسية كثيرا فقد أنقطع عنه أي أمل في معرفة الحقيقة أو أي حقيقة, حب الحقيقة هو العبادة الوحيدة المطلوبة من أي إنسان عاقل, حب الحقيقة هو أعظم حب في الوجود و من يحب الحقيقة لن يجد مكانا في قلبه لحب أي شخص أو معنى أو كيان آخر. فالحقيقة لسان حالها : من احب ابا او اما اكثر مني فلا يستحقني و من احب ابنا او ابنة اكثر مني فلا يستحقني (مت 10 : 37) بل أن من أحب نفسه أو ناسه أو فكره أو دينه أو وطنه أكثر من الحقيقة فلا يستحقها و لن ينالها أبدا طوال حياته مهما فعل.
و بالطبع هناك سؤال سيفرض نفسه الآن, و كيف اعرف أن أي شيء حقيقي ؟!!
و الإجابة هي أن كل من يحب الحقيقة بعقله و جوارحه .. سيعرف بالتحديد كيف يسعى إليها و كيف يجدها. سيعرف أن العلم المادي التجريبي القائم على العقلانية و الملاحظة و التجريب هو رسول الحقيقة و المتحدث الرسمي بإسمها .. هو ناسخ كل الأديان و المعتقدات و خاتم الانبياء و المرسلين.

العلم رسول الحقيقة

Einstein&Newton
من الواضح أن العلم هو منظومة لاعقائدية و لاشخصانية و لامزاجية, لا يهمها دين و لا شخص و لا سلطة و لا تخضع لأي اهواء او إنحيازات. نيوتن مثلا حين قدم أفكاره الفيزيائية عن كون ميكانيكي هو لم يقدم عقيدة مقدسة. و أينشتاين حين قدم ورقتيه العلميتين عن النسبية الخاصة و العامة لم يعتبره بقية العلماء كافرا زنديقا يجب حرقه. لم يتم اضطهاد أتباعه و ملاحقتهم بحرامانات علمية و محاكم تفتيش. ببساطة لو كان هذا ما حدث في أي كنيسة أو مذهب إسلامي لكان أينشتاين قد تم سحله أو شنقه, لكن الوسط العلمي النزيه جدا .. الأكثر نزاهه بمراحل من أن أي دين او عقيدة تتبنى مثل هذة السلوكيات البربرية من أجل إضطهاد و حصار حقيقة جديدة تم إثباتها علميا.
العلم أساسا يلاحق الحقيقة الموضوعية (لاشخصانية) أيا كانت و أينما كانت, و كل من يريد أن يطرح أفكارا إصلاحية او ثورية للنظريات و المعارف العلمية يتم الترحيب به كفاتح جديد و قائد غازي لأراضي جديدة كانت تعد ملكا للجهل و لكننا اقتطعناها منه لكي نمتلكها و نرفع عليها راية العلم الخفاقة. كل إصلاحي ثوري يعد كافر و مهرطق و شيطاني في الأديان, لكنه يعد بطلا مغوارا منتصرا في العلم .. و هذا هو الفارق. و بفهم هذة المفارقة نعرف ان العلم و العلماء همهم الأوحد هو الوصول الي الحقيقة الموضوعية المجردة, الحقيقة هي الإله الواحد الفرد الصمد و العلم هو الدين الحق و ناسخ كل ما قبله.
لذلك فالمشكلة الرئيسية في تفكير البشر و التي تمنعهم من قبول العلم, هي ذاتيتهم و تفكيرهم بالتمني, و هو ميكانيزم نفسي دفاعي نشأ من خلال الظروف التطورية لكي يساعد البشر على التعايش و التكيف مع ظروف لاإنسانية. فمثلا حين ينتشر مرض معين في قرية في الأزمان السحيقة لا يستطيع الناس التعامل معه لانهم لا يملكون أي فكرة علمية عن الموضوع, فيضطرون لتخيل آلهة وهمية تحبهم و تحميهم حتى تجعلهم يشعرون بالأمان قبل أن ياتي دورهم في المرض, و تجعلهم يشعروا بالأمل في الشفاء بعد أن يأتي دورهم و يمرضوا, ثم تساعدهم على الموت برضا و قبول على أساس انهم ذاهبين لمكان أفضل. هم يتمنون هذة الأشياء فيصدقونها بكل بساطة, بلا دليل بلا أساس … مجرد شعور عاطفي حيواني, ميكانيزم نفسي دفاعي تطور بواسطة الإنتخاب الطبيعي لصدد الظروف القاهرة.
لكن طبعا هذة الذاتية او الشخصانية أو التفكير بالتمني لا تقودنا الي الحقيقة ابدا, بل تمنعنا من السعي لإستكشاف هذة الأمراض و القضاء عليها. و لهذا يكون من الأفضل للإنسان أن يتخلى تماما عن مشاعره و ميوله و أمانيه في بحثه عن الحقيقة. توقع دائما من الحقيقة ان تصدمك .. أن تؤلمك .. ان تسحق نفسيتك و تقتل الأمل فيك و تصيبك بالكآبة و اليأس. فإذا كانت حقيقة حلوة و لم تفعل كل ذلك نكون شاكرين لهذا العالم الجميل و الحقيقة الطيبة, و إن فعلت نكون مستعدين لقبول الحقيقة الصادمة المؤلمة العارية كما هي دون تحريف او مزاجية.
ببساطة علينا ان نغير الواقع بدلا من أن نلوم الحقيقة.

العلم نسبي

و مع ذلك تجد الجهلة اعداء الحقيقة و الكافرين بها يطعنون في العلم قائلين: ان العلم لا يعرف كل شيء.
و صحيح ان العلم لا يعرف كل شيء و لكنه بالتأكيد يحتوي على معرفة أكبر من قدرة أي شخص على الإستيعاب. يا مرائي, ما الذي يهمك إن كان يعرف كل شيء او لا يعرف إن كنت لا تستطيع معرفة 1/1000 مما يعرفه العلم حتى لو أفنيت عمرك في المكتبات و المعامل؟!!
ثم إن الإشكالية أكبر بكثير مما تتخيل :
فعن طريق أكثر مناهج المعرفة فعالية و تأثيرا في حياة الناس و هو العلم التجريبي يجد المرء نفسه أنه حين يتعرف على معلومة واحدة جديدة يكتشف تلقائيا مئات أو آلاف المساحات المجهولة من المعرفة. و بالتالي فالإنسان البدائي الجاهل لو كان يظن أنه يعرف معلومة واحدة أكيدة عن عشر ظواهر يقابلها في حياته, فخلال الوقت الذي يصل فيه بمعرفته إلي معلومة أخرى لا تصبح معرفته تساوي 2/10 بل 2/100 لأنه سيكون قد اصطدم بتسعين ظاهرة أخرى غامضة و مجهولة بالنسبة له, ثم حين يتعرف على نظرية علمية ثورية تأكد من صحتها و ثبتت فعاليتها تجد معارفة لم تعد 5/100 مثلا من كل الظواهر التي يتعامل معها بل لقد أصبحت 5/10000. و بالتالي فإن أفضل مناهج المعرفة و أكثرها كفاءة و فعالية لا تكشف لنا عن الكون أو العالم من حولنا بقدر ما تكشف لنا عن ضآلة معارفنا و قلة وعينا. هذا فضلا عن التعرف المستمر على أخطاء جديدة في معارفنا القديمة و لذلك و شيئا فشيئا نكتشف أن الوعي الإنساني إجمالا قد تم المبالغة في تقديره عبر العصور أو كما قال سقراط منذ مئات السنين أنه أعلم واحد في اليونان لأنه الوحيد الذي يعرف أنه جاهل.
يعني في عالم لانهائي في اتساعه, لانهائي في عمقه, لانهائي في تعقيده .. ستكون السلسلة السببية بلا نهاية, و سيظل الجهل حكما مؤبدا, سيظل هناك مساحات شاسعة (خارقة الإتساع) لا نعلم عنها أي شيء. و لهذا سيظل هناك من يقوم بتعجيز العلم بما لم يطوله بعد بشكل حاسم, مثل : كيف نشأت الخلية الحية الأولى ؟ كيف بدأ الكون ؟ .. الخ. هو يتصور و يريد ان تكون السلسلة السببية لها بداية محددة (مسبب أول) .. برغم أنف الحقيقة, و لذلك كلما اكتشف العلم شيئا مجهولا صاح هؤلاء : و ما السبب في نشأة السبب الذي أدى لنشاة السبب الذي أدى الي حدوث الإنفجار العظيم ؟! انظروا .. هناك أشياء لا يعرفها العلم بعد !!
للأسف غالبية الناس تراهن على الجهل لأنه الكسبان دائما, فمهما عرف العلم سيظل الجهل أكبر و أعظم .. و الهزيمة دائما يتيمة بينما النصر له ألف أب. لهذا لا يوجد كثيرين يراهنون على قضية خسرانة : فالإنسان لن يعرف كل شيء أبدا .. أبدا. لكن الرهان و السعي خلف قضية خسرانة أحيانا يكون هو عين المكسب, صحيح أننا أبدا لن نعرف كل شيء .. لكن في سعينا هذا بالتأكيد سنعرف اكثر و سنفهم أكثر و سنكتسب قدرات جديدة و إمكانيات أعظم.
صحيح أننا لن نستطيع قهر الجهل, لكن من يريد قهره أصلا ؟! اندحار الجهل معناه غياب أي تحدي او حافز او هدف للعقل الإنساني او أي عقل. معرفة كل شيء عن كل شيء هو الجهل بعينه و الغباء بعينه .. ليس لأن معرفة عالم لانهائي و إدراكه كله هو وهم مستحيل, بل لأن معرفة كل شيء تعني توقف ماكينة الذكاء عن العمل أو توقف العقل ذاته نهائيا. يعني أي إله يعرف كل شيء هو بالتأكيد قد اصيب بالجهل اللانهائي و الغباء اللانهائي في نفس التوقيت الذي عرف فيه كل شيء .. بسبب موت عدوه اللدود : الجهل.
الإنسان في حربه ضد الجهل هو يحارب فعلا في معركة خاسرة, و هو قد يخسر أجزاء من نفسه أيضا .. لكنه يحارب في قضية صحيحة و لها معنى, و امام كل ذراع يفقده يكسب ذراع أقوى و أبقى من الذراع السابق .. و كل فكرة جاهلة يخسرها يكسب في مقابلها فكرة أفضل و أصلح. هو فعلا يقاتل في حرب خسرانة لكنه يكسب كل يوم بسببها و يصنع مجده بواستطها, في حين ان الذي يراهن على المنتصر هذة المرة سيخسر بكل تأكيد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق