ناطحة السحاب skyscraper



تعتبر مدينة شيكاغو الأمريكية محل ميلاد ناطحات السحاب

تاريخ وتطور ناطحة السحاب
خط سماء (Skyline) مدينة هونج كونج

المصطلح ناطحة السحاب (skyscraper) استخدم في القرن الثامن عشر للدلالة على الأعمدة العالية للسفن الإنجليزية. منذ بداية القرن العشرين وطوال العصر الحديث والمعاصر ،المصطلح ناطحة السحاب يشير إلى نوع معين من المباني، أعلى تشييد صُمم من قبل البشر: البرج الحديث بهيكل معدني.

يعتبر ناطحة سحاب أي بناء ارتفاعه أكثر من 100 مترا. ومع ذلك ، لا يقتصر على قياس الارتفاع بالأمتار ,في العادة تُعتبر ناطحات السحاب المباني التي ارتفاعها يتجاوز 15 طابقا. مباني بهذا التعريف موجودة (حتى بكميات كبيرة) في معظم مدن العالم ، ولهذا السبب اجتمع عدد من كبار المهندسين المعماريين في المجلس الدولي للهندسة (الاتحاد العالمي للأبراج الشاهقة - World Federation of Great Towers) لأعطاء المزيد من التمييز بين المباني التي لها عدة طوابق وناطحات السحاب الحقيقية (التي لا تزال قليلة جدا في العالم).
مبنى بيت التأمين أول ناطحة سحاب في العالم

الثورة الصناعية وإدخال الأت أدى إلى بناء أبراج عالية من الحجارة والزجاج والفولاذ على جزيرة مانهاتن في مدينة نيويورك. بعد ذلك وصل ارتفاع هذه المباني إلى مئات من الأمتار (ما يعادل 100 طابق) مثل امبير بلدنك وأبراج مركز التجارة العالمي.

ابتداء من عام 1920 في نيويورك ، بدأت منافسة حقيقية اشترك فيها مئات من شركات التمويل ، والآلاف من الناس بين مهندسين معماريين ومهنيين لتشيد أعلى مبنى في العالم.

هذه المنافسة بالارتفاعات لم تنته بنهاية الحرب العالمية الثانية ، وبعد عشرين عاما بلغت ذروتها وانتقل خط العمل من مركز المدينة ( مليء بالمباني) إلى منطقة السوق المالي في أقصى جنوب مانهاتن ( مانهاتن السفلى). هنا بين عامي 1966 و 1973 تم بناء البرجين التوأمين :مركز التجارة العالمي. بسبب إدخال وسائل الاتصال الحديثة (الهواتف النقالة والإنترنت), الشركات الكبرى في القرن العشرين فقدت احتياجاتها لتركيز موظفي ومكاتب في مكان واحد. ولكن اليوم في الشرق الأقصى ، وخصوصا الصين وهونغ كونغ تُشيد سوبر ناطحات سحاب للاحتفال بالثروة والتطور التكنولوجي الذي حققته حكومة بكين.
[عدل] جزيرة ناطحات السحاب

في بداية القرن العشرين ، على مدى سنوات تمتد من 1920 إلى 1940 تم بناء في وسط مانهاتن عدة ناطحات سحاب. قبل مضي قصير ، في الزمن الذي كان فيه العالم يتجهه نحو الحرب العالمية الثانية ، الجزيرة الرئيسية في نيويورك أصبحت من ابرز مراكز العلم والتكنولوجيا.

من أهم المباني التي بنيت في ذلك الوقت في مانهاتن ، هم : مبنى كرايسلر (1931 ، 319 متر ، و 77 طابقا ، و بناء تشانين (1920 ، 215 متر ، و 44 طابق) ، ومبنى شركة جنرال الكتريك (1931 ، 270 متر ، و 70 طابق ، ومبنى امباير ستيت (1931 ، 381 مترا ، 102 طابق)
...تابع القراءة

مرض الجدري اسبابه وطرق الوقاية منه وعلاجه



  يعتبر مرض العنقز (جدري الماء) أحد الأمراض الفيروسية الشائعة، وهو مرض الأطفال بشكل عام لكنه يصيب الكبار وهو شديد العدوى عن طريق الرذاذ المنقول بالهواء أو التماس مع حويصلات وبثور المرض، وغالباً ما يعطي مناعة دائمة، وتتراوح فترة الحضانة 2- 3أسابيع، ويصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة مع طفح جلدي شديد الحكة، وهو مرض تلقائي الشفاء، خلال 1- 3أسابيع تبدأ هذه البثور والحويصلات بالجفاف، ولا تترك آثاراً إلا في حالة مصاحبتها بالتهاب بكتيري، وقد يكون احتمال الاصابة في الاشهر الاولى من الحمل مؤذياً للجنين لكن نسبة ضئيلة لا تتعدى 1%، اما فيما بعد الشهر الثالث فلا يوجد خطورة بمشيئة الله، وهذا المرض لا يسبب الوفاة إلا في الحالات التي تكون المناعة في أدنى درجاتها، وبالنسبة للتطعيم فمتوفر ولكنه لا يعطي مناعة كاملة إذ قد يصاب الطفل ولكن تكون اعراضه خفيفة وسريعة الشفاء.

مرض العنقز ( الجديري المائي ) سيئ بما فيه الكفاية عندما يصيبك في الصغر ، ولكن عندما يطل عليك نفس الفيروس برأسه القبيح عندما تكون بالغاً ، فإنه بيس لطيفاً .

ومع ذلك فإن هذا ما يحدث عندما تصاب بداء العنقز ( الحلأ أو الهربز المنطقي )
إن فيروس الجديري المائي الذي ضننت أنك قد ودعته منذ زمن طويل ، قرر أن ينتظر في مكانه ، ثم بعد أن يظل ساكناً لسنوات ، فإنه يبرز ثانية إلى الحياة ويقوم بزيارة لك . في هذه المرة فقط ، لن تصاب بنقاط بنية في كل جسمك مع رغبة في الهرش . وبدلاً من ذلك ربما تشعر بحرقة أو وخز في نهايات الأعصاب تحت الجلد وفي الحال تظهر تجمعات من البثور الدقيقة على الجلد فوق منطقة العصب مباشرة ، غالباً حول الجذع .

بالتأكيد داء العنقز ( داء المنطقة ، أو مرض الجديري المائي ) ليس أمراً سهلاً ، إن هذه البثور يمكن أن تسبب ألماً وحكة رهيبة . ولكن لحسن الحظ ، سرعان ما تجف وتتقشر . وغالباً في خلال شهر تصبح النوبة بالكامل مجرد ذكرى غير ظريفة . ومع ذلك بالنسبة لبعض الناس ، فإن داء العنقز ( داء المنطقة ) يمكن أن يتخذ مساراً أطول في شكل ألم حاد أو حرقة أو وجع متواصل عند نهايات الأعصاب ، وهذا ما يسمى الألم العصبي ما بعد الهربز ، وهذا الألم العصبي يمكن أن يجعل الجلد شديد الحساسية لدرجة أن مجرد ملمس الملابس يصبح غير معقول وغير محتمل ، في بعض الحالات يمكن أن يستمر هذا الألم لشهور أو لسنوات .

الوقاية :
1 - الجدري المائي الآن يمكن الوقاية منه بواسطة اللقاح الذي اكتشف أخيراً وثبتت فعاليته إلى حوالي 95٪. وقد نصح به الآن كلقاح روتيني مع التطعيمات الروتينية الأخرى، ولكن لم يقرر في مراكزنا حتى الآن. وكيفية التطعيم تتم بإعطاء جرعة واحدة حتى الآن. وكيفية التطعيم تتم بإعطاء جرعة واحدة للأطفال الذين أعمارهم من 12 شهراً حتى 12 سنة. أما الكهول والكبار فيمكن إعطاؤهم جرعتين بينهما فاصل 4 أسابيع.

2 - يجب عزل الأطفال المصابين بالجدري المائي والموجودين في المستشفى لأسباب مرضية أخرى في غرفة مجهزة بأجهزة الضغط السلبي لمنع دوران الهواء داخل المستشفى كما يجب إبعادهم عن مرضى ناقصي المناعة، وعدم إبقائهم في المستشفى من غير ضرورة..

3 - يمكن منع الطفل من الذهاب إلى المدرسة لمدة أسبوع.

اعراض جدري الماء :
غالبآ ما يترافق مع جدري الماء ارتفاع في الحرارة
الحكاك هو اكثر اعراض جدري الماء ازعاجآ
نقص في الشهية الى الطعام
احتقان الاوعية الدموية في العينين
زكام وعطس والم في الحنجرة
ظهور طفح جلدي على شكل حبيبات تحتوي على سائل شفاف
- كفيه علاج مرض الجدري
جدري الماء مرض "فيروسي" معدٍ، وهو عند إصابته للأطفال - في الغالب - تكون شدته يسيرة، وينال المريض منه مناعة دائمة في المستقبل..
أما عندما يصيب الكبار؛ فإن أعراضه تكون شديدة، وقد تصاحبه مشاكل في الجهاز التنفسي، وقد يسبب تشوها للجنين عندما يصيب الحوامل في أشهر الحمل الأولى.

أما بالنسبة للعلاج: فإنه في حال إصابة الأطفال يكون علاجه علاجاً للأعراض فقط، حيث يتم إعطاء الطفل: حافظات الحرارة، ومضادات الحكة مثل: مضادات "الهستامين" أو "الكالمين" الموضعي.. وفي حالة ظهور أعراض الالتهابات "الجرثومية" فقد يتم اللجوء إلى المضادات الحيوية.
أما بالنسبة للكبار؛ فان المريض يحتاج إلى المعالجة بعقار "الإسكلوفير" بالفم أو الوريد حسب شدة الحالة.
أما كيفية التعامل مع المريض: فإنه يجب ملاحظة أن المرض شديد العدوى، وفترة الحصانة للمرض تستغرق حوالي أسبوعين، والمريض يكون معدياً قبل يومين من ظهور الطفح وحتى زواله.. ولأن إصابة الأطفال هي إصابة يسيرة في الغالب؛ فليس من الضروري عزله عن بقية إخوته، خاصة أن احتمالية انتقال العدوى إليهم أصبحت عالية، بحكم أنه مختلط بهم قبل اكتشاف المرض.. على إنه يجب إبعاد المريض عن الحوامل اللاتي لم يصبن بالمرض من قبل، وكذلك عن الأطفال حديثي الولادة، كما يجب إبعاده عن المدرسة أثناء فترة المرض..

...تابع القراءة

العادة السرية تخفف الإكتئاب و هي مفيده للصحة









تعتبر العادة السرية في بعض الثقافات والأديان خطيئة أو عمل محرم يعاقب عليه الإنسان. ولكن الحقيقة العلمية أن العادة السرية مفيدة جدا لصحة الإنسان من عدة نواحي. نستعرض أهمها: (راجع المصادر في أسفل المقال)

1- العادة السرية تخفف من عوارض الإكتئاب والتوتر ولها أهمية في التطور العاطفي لدى المراهقين .

2- في دراسة أسترالية تمت عام 2009 تبين أن الإستمناء بشكل يومي للرجل يحسن من نوعية الحيوانات المنوية ويزيد معدل الخصوبة لديه.

3-العادة السرية عند الإناث توفر حماية لعنق الرحم ضد الإلتهابات من خلال زيادة معدل الحموضة في مخاط الرحم.

4-في دراسة أسترالية تبين أن الرجال الذين يمارسون العادة السرية هم أقل تعرضا لسرطان البروستات .وفي دراسة بريطانية أخرى تبين أن الإستمناء بعد عمر ال 50 يوفر الحماية من سرطان البروستات أيضا.

5-في عام 1997 أثبتت دراسة أن العادة السرية تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.
6
-في دراسة تمت عام 2008 تبين أن الإستمناء يقلل من تضخم الاوعية الدموية في الانف مما يوفر سهولة اكبر بالتنفس.

7-في دراسة بريطانية تمت سنة 2003 تبين أن العادة السرية تخفف من إرتفاع ضغط الدم.

بالإضافة الى ذلك, العادة السرية هي ظاهرة طبيعية جدا وقد تم مشاهدتها في العديد من الكائنات الاخرى وهي تحدث أيضا في الاطفال من خلال لمس اعضائهم التناسلية.

في معظم الدول الأوربية يتم تشجيع الشباب والشابات على ممارسة العادة السرية على الاقل مرة واحدة في اليوم لما لها من فوائد نفسية في تخفيف التوتر وتقليل حالات الإصابة بالأمراض الجنسية وحالات الحمل الخاطىء بين المراهقين.
...تابع القراءة

الله : قول للمسلمين يا محمد عليكم خمسين صلاة في اليوم



الله : قول للمسلمين يا محمد عليكم خمسين صلاة في اليوم
محمد : اللي تشوفه سعادتك
يركب محمد البراق و يطير و يوقف في إشارة يلاقي موسي قاعد في كافيتريا يشرب شاي ينزل و يربط البراق و يقعد مع موسي و يطلب حلبة حصي باللبن
محمد : ازيك يا موسي
موسي : محمد ازيك يا جدع عامل آيه
محمد : تمام شغال حريم و سرقة و نهب و حرب و كله بأمر الله
موسي : هو انت مش هتخللي المسلمين يصلوا زي بقية الأديان
محمد : لسه الفرمان طالع من اللوح المحفوظ حالا و الله طلعلي منه نسخة أهي
موسي : خمسين صلاة في اليوم كتير يا محمد انت باين عليك غشيم و جديد في الشغلانة
محمد : قصدك أني أتنصب عليا
موسي : خطفة رجل بالبراق و ارجع فاصل معاه
محمد : أنا باين عليا اتخميت أنا هرجعله تاني
موسي : ابقي سلملي عليه
يركب محمد البراق و يطير و هو غاضب و يصل لله فيفاصل معاه و يخرج يركب البراق و يصل لموسي
موسي : عملت ايه يا محمد
محمد : ربنا غير اللوح المحفوظ عشان خاطري وشطر عدد الصلوات
موسي : بضاعتك خسرانة يا محمد لو كنت فاصلت معاه كويس كنت جبت بسعر اقل من كده
يركب محمد البراق و يصل لله و يدور بينهم حوار ثم يركب البراق و يصل لموسي
موسي : ايه الأخبار يا حمادة
محمد : شطرها ايه رأيك بقي
موسي : يعني هتصلوا 12 مرة و نص ازاي ارجع له يا حمار و استفهم منه كويس و بعدين دول لسه كتير
يرجع محمد لله بالبراق الذي أخذت دقات قلبه تعلو و أصبحت مسموعة
الله : ايه تاني يا حمادة
محمد : في غلطة في الحساب سعادتك ازاي هنصلي 12 مرة و نص و بعدين دول لسه كتير سعادتك
الله : هو أنا فاضيلك بص اخر كلام هما خمسة أنا مش هقعد العب في اللوح المحفوظ كل شوية عشان خاطرك مع السلامة و خللي بالك من البراق عشان ده عهدة عليك
يركب محمد البراق و يصل لموسي
موسي : ايه يا نيلة عملت ايه
محمد : اخر كلام وصلت معاه لخمسة
موسي : ايه رأيك أجي معاك المرة دي و اخلص لك معاه بسعر كويس بس علي شرط انك تأمر المسلمين يبطلوا دعاء و شتايم علي اليهود
محمد : يعني إيه تيجي معايا البراق مش هيشيلنا احنا الاتنين افرض مات هتنفعني انت ده عهدة عليا
يتجه محمد للبراق و يصرخ اللهم عليك باليهود الملاعين شي يا براق
...تابع القراءة

الشيخ محمود المصرى قوة نكاح الرسول تساوي قوة 4000 رجل و قد كان بإمكانه نكاح 4000 إمرأة

 


...تابع القراءة

الشيخ العرعور يتهم النبي انه نام في مزبله ويشرب الخمر


...تابع القراءة

الشيخ مازن السمرى يمكن للأب أن ينكح إبنته من الزنا على مذهب الإمام الشافعي


...تابع القراءة

الشيخ ابو اسلام كانت امي تتذوق بول ابي لتعرف درجة السكر عنده


...تابع القراءة

المفتي المصري علي جمعة الاسلام و الشريعة تقول ان مدة الحمل قد تصل اربع سنوات وإضحك مع رأي الناس حول الحمل 4 سنوات


...تابع القراءة

القرآن ونشأة الكون

 [Universe_expansion2.png]
القرآن, مثله مثل أي كتاب من كتب أساطير الأولين, يحتوي على العديد من الأخطاء الفادحة. ومن أكبر هذه الأخطاء هي الأخطاء العلمية والفلكية والأخطاء النابعة من قلّة ما أوتي محمد و”ربه” من العلم. فإن في أسطورة خلق السماوات والأرض في الإسلام واختلاف القرآن والعلم كاختلاف الليل والنهار لآيات لقوم يعقلون. وأما الأخطاء الحسابية في القرآن فهي أكبر برهان على أنه ما نطق محمد إلا عن الهوى (وربما الهوس), وإن هو ليس بوحي يوحى. فكيف يعجز الله عن العلم والحساب وهو الذي له ما في السموات وما في الأرض؟ أليس في ذلك برهان وآية لقوم يتفكرون؟
ففي سورة فصلت نجد الله يخلق الكون في ثمانية أيام: “قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين (٩) وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين (١٠) ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين (١١) فقضاهن سبع سموات في يومين وأوحى في كل سماء أمرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظاً ذلك تقدير العزيز العليم (١٢)”
وأما في سورة هود فهو يدّعي أنه كان لديه عرشٌ على الماء قبل أن يخلق الكون, ولكن هذه المرة يدّعي أنه خلق الكون في ستة أيام: “وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً ولئن قلتَ إنّكم مبعوثون من بعد الموت ليقولنّ الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين (٧)”
وأما مهرب المسلمين ومشايخهم الوحيد من هذا التناقض الواضح في كتابهم المقدس فهو أن يدعوا أن الأربع أيام المخصصه لتكوين الأرض تحتوي ضمناً على اليومين المخصصين لتكوين الجبال وتقدير الأقوات. وهم في هذا يجسدون المثل الشائع “الغرقان يتعلق بقشة” بكل معنى الكلمة. فالنص واضح جداً: الأرض في يومين، الرواسي وتقدير الأقوات في أربعة والسموات في يومين آخرين. وحتى وإن سلمنا جدلاً أن الأربعة أيام يدخل فيها اليومين، فما تفسيرهم وتعليلهم لإدعاء ربهم أنه خلق الأرض قبل السماء (السموات؟ أي سموات؟ وأين هن؟) ونجومها؟ أيجهل المسلمون أن الأرض جزء من المجموعة الشمسية وأن الشمس والنجوم الأخرى أقدم بملايين السنين من الأرض وما عليها؟ ولماذا عجز علماء الإسلام عن العثور عن هذا العرش الطافي على مياه الأرض؟ أنضبت أموال البترول فعجزتم عن تمويل ابحاثكم عنه؟ ولم لا يأتونا بصورة هذا العرش على “Google Maps” إن كانوا صادقين؟
الحقيقة هي أن القرآن ليس بكتاب إلهي وأنه لا توجد آلهة, وأن هذه الأساطير الإسلامية لا أصل لها من الصحة وهي ليست إلا إعادة سرد للأساطير اليهودية والمسيحية التي هي ليست إلا إعادة سرد للأساطير البابلية. فقد رأى الأوليون أن الأرض محاطة بالماء, ورأوا أنهم إذا حفروا الآبار خرجت منها الماء, فظنوا أن الأرض ما هي إلا قطعة مسطحة تجلس على سطح الماء وظنّوا أن هذه الماء كانت منذ بدء التاريخ وأن آلهتهم خلقت الأرض على سطحها ومن ثم رفعت السماء فوقها. وقد كانت هذه هي الرؤية (والرواية) السائدة بين الناس في هذه البقعة من الأرض وقد كان هذا هو الكون الذي ظنّ محمد نفسه يعيش فيه. فلو علم محمد عن عظمة هذا الكون وكم هو أكبر وأعظم وأجمل مما كان بإمكانه أو بإمكان الأمم السابقة تخيله لخرّ صعقاً وتاب وكان أول الملحدين.
فأين تجار الدين والإعجاز العلمي عن هذه الفضائح في القرآن؟ وكيف نسيوا ولماذا تناسوا عن هذه الكوارث العلمية سواء أكانت عدم توافق عدد أيام خلق الكون كما ذكرتها آيات القرآن أم كانت الإدعاء أن الماء (البحار والمحيطات على الكرة الأرضية) أقدم من الكون نفسه؟ فمن أين أتت الماء؟ وكيف يمكن لهذا العرش أن يطفو على الماء إلا إذا كان عرشاً من خشب يجلس عليه ربٌّ من خشب؟ وكيف لعاقل في زمننا هذا أن يصدق أن هذه هي المدّة الزمنية وأن هذا هو التسلسل الزمني لنشأة الكون؟ كيف للناس أن يصدقوا هذه التفاهات بعد ما أوتينا من العلم؟ لست أدري!
وأما الآن, ما لي أن أقول لمن لا يزل يؤمن بهذه الخرافات إلا: “لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون” (الزخرف ٧٨)

...تابع القراءة

جِئْتُ، لا أعلَمُ مِن أيْنَ، ولكنِّي أتَيْتُ



جِئْتُ، لا أعلَمُ مِن أيْنَ، ولكنِّي أتَيْتُ
وَلَقَدْ أبصَرتُ قُدَّامي طَريقاً فَمَشَيْتُ
وسَأبقى مَاشِياً إن شِئتُ هذا أمْ أبَيْتُ
كيفَ جِئتُ؟ كيفَ أبصَرْتُ طريقي؟
لَستُ أدري!
أجَديدٌ أم قَديمٌ أنا في هذا الوُجودْ
هَل أنا حُرٌّ طَليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ
هَل أنا قَائِدُ نَفسي في حَياتي أم مَقُودْ
أتمنَّى أنَّني أدري ولكنْ…
لَستُ أدري!
وطَريقي، ما طَريقي؟ أطَويلٌ أم قصيرْ؟
هَلْ أنا أصعَدُ أمْ أهبِطُ فيهِ وأغُورْ
أأنا السَّائِرُ في الدَّربِ أم الدَّربُ يَسيرْ
أمْ كلانا واقِفٌ والدَّهرُ يجري؟
لَستُ أدري!
لَيتَ شِعري وأنا عَالَمِ الغَيبِ الأمينْ
أتُراني كُنتُ أدري أنَّني فيهِ دَفينْ
وَبِأنِّي سَوفَ أبدو وبأنِّي سَأكونْ
أمْ تُراني كُنتُ لا أُدرِكُ شَيْئاً؟
لَستُ أدري!
أتُراني قَبلَما أصبَحتُ إنساناً سَويِّا
أتُراني كُنتُ مَحواً أمْ تُراني كُنتُ شَيَّا
ألِهذا اللُّغز حَلٌّ أم سَيَبقى أبدِيَّا
لَستُ أدري… وَلِماذا لَستُ أدري؟
لَستُ أدري!
البحر:
قد سَألتُ البَحرَ يَوماً هَلْ أنا يا بَحرُ مِنكا؟
هَلْ صَحيحٌ ما رواهُ بَعْضُهُمْ عَني وعَنكا؟
أم تُرى ما زَعَموا زُوراً وبُهتاناً وإفْكا؟
ضَحِكَتْ أمواجُهُ مِني وقَالَتْ:
لَستُ أدري!
أيُّها البَحرُ، أتدري كمْ مَضَت ألفٌ عَلَيكا
وهَلِ الشَّاطِئُ يدري أنَّهُ جَاثٍ لديكا
وَهَل الأنهارُ تَدري أنَّها مِنكَ إليكا
ما الَّذي الأمواجُ قَالت حينَ ثارَت؟
لَستُ أدري!
أنتَ يا بحرُ أسيرٌ آهِ ما أعظَمَ أسرَكْ
أنتَ مِثلي أيُّها الجَبَّارُ لا تملِكُ أمرَكْ
أشبَهَتْ حَالُكَ حَالي وحَكى عُذريَ عُذرَكْ
فَمَتى أنجو مِنَ الأسْرِ وَتَنجُو؟..
لَستُ أدري!
تُرسِلُ السُّحبَ فَتَسقي أرضَنا والشَّجَرا
قَد أكلناكَ وقُلنا قد أكلنا الثَّمَرا
وشَربناكَ وقُلنا قَد شَربنا المَطَرا
أصَوابٌ مَا زَعمنا أم ضَلالٌ؟
لَستُ أدري!
قَد سَألتُ السُّحُبَ في اﻵفاقِ هَل تَذكرُ رَملَكْ
وسَألتُ الشَّجَرَ المورِقَ هَل يَعرفُ فَضلَكْ
وسَألتُ الدُّرَ في الأعناقِ هَل تذكرُ أصلَكْ
وكأنِّي خِلتُها قَالَتْ جَميعاً:
لَستُ أدري!
بَرقُصُ المَوجُ وفي قاعِكَ حَربٌ لَنْ تَزولا
تخلُقُ الأسماكَ لكنْ تخلُقُ الحُوت الأكولا
قَد جَمعتَ المَوتَ في صَدركَ والعَيشَ الجَميلا
لَيْتَ شِعري أنتَ مَهْدٌ أمْ ضَريحٌ؟..
لَستُ أدري!
كَمْ فَتاة مِثلِ لَيلَى وفَتَى كأبنِ المُلَوَّحْ
أنفَقَا السَّاعَاتِ في الشَّاطِئ، تَشْكُو وهوَ يَشْرَحْ
كلَّما حَدَّثَ أصْغَتْ وإذا قَالَتْ تَرَنَّحْ
أحَفيفُ المَوجِ سِرٌّ ضَيَّعاهُ؟..
لَستُ أدري!
كَمْ مُلُوكٍ ضَرَبوا حَولَكَ في اللَّيْلِ القِبابَا
طَلَعَ الصُّبْحُ ولَكن لم نجدْ إلا الضَّبابَا
ألَهم يا بحرُ يَوْماً رَجعةٌ أم لا مآبَا
أم هُم في الرَّملِ ؟ قالَ الرَّمْلُ إني…
لَستُ أدري!
فِيكَ مِثلي أيُّها الجَبَّارُ أصدافٌ ورَمْلُ
إنَّما أنْتَ بلا ظِلٍّ وَلي في الأرْضِ ظِلُّ
إنَّما أنْتَ بِلا عَقْلٍ ولي، يا بحرُ، عَقْلُ
فَلِماذا، يا تُرَى، أمضِي وَتَبقى؟..
لَستُ أدري!
يا كِتابَ الدَّهرِ قلْ لي ألَهُ قَبلٌ وَبَعْدُ
أنا كالزَّوْرَقِ فيهِ وهوَ بَحْرٌ لا يُحَدُّ
لَيْسَ لي قَصْدٌ فَهلْ للدهرِ في سَيْرِيَ قَصْدُ
حَبَّذا العِلمُ، وَلكنْ كيفَ أدري؟..
لَسْتُ أدري!
إنَّ في صَدريَ، يا بَحْرُ ، لأسراراً عجَابَا
نَزَلَ السِّتْرُ عَليها وأنا كُنتُ الحِجابا
ولِذا أزدادُ بُعداً كُلَّما ازددتُ اقْترابَا
وأراني كلَّما أوْشَكْتُ أدري…
لَسْتُ أدري!
إنَّني، يا بَحْرُ، بَحْرٌ شاطِئَاهُ شَاطِئاكا
الغَدُ المَجهولُ والأمسُ اللَّذانِ اكْتَنَفَاكا
وَكلانا قطرَةٌ، يا بَحْرُ، في هذا وذاكَ
لا تَسَلني ما غَدٌ، مَا أمسُ؟.. إني…
لَسْتُ أدري!
الدير:
قيلَ لي في الدَّيرِ قَوْمٌ أدْرَكوا سِرَّ الحَياةْ
غَيْرَ أنِّي لَمْ أجِدْ غَيْرَ عُقولٍ آسِناتْ
وقُلُوبٍ بليَت فيها المُنى فَهيَ رُفاتْ
ما أنا أعمى فهل غَيْرِيَ أعمى؟..
لَسْتُ أدري!
قيلَ أدرى النَّاسِ بالأسرارِ سُكَّانُ الصَّوامِعْ
قُلْتُ إنْ صَحَّ الذي قَالوا فَإنَّ السِّرَّ شَائِعْ
عَجَباً كيفَ تَرَى الشَّمسَ عُيونٌ في البراقِعْ
وَالتي لَمْ تَتَبَرْقَعْ لا تَرَاها؟..
لَسْتُ أدري!
إنْ تَكُ العزْلةُ نُسكاً وتُقىً فالذِّئبُ راهِبْ
وَعَرِينُ اللَّيثِ دَيرٌ حُبُّهُ فَرضٌ وواجِبْ
لَيْتَ شِعري أيُميتُ النُّسْكُ أمْ يحيي المَواهِبْ
كَيْفَ يَمحو النُّسكُ إثْماً وهوَ إثْمٌ؟..
لَسْتُ أدري!
إنني أبصَرتُ في الدَّيرِ وُروداً في سِيَاجِ
قَنِعَتْ بَعدَ النّدى الطَّاهِرِ بالماء الأجاجِ
حَوْلَها النُّورُ الذي يحي، وتَرْضى بالدُّياجي
أمِنَ الحِكمةِ قَتْلُ القَلبِ صَبْراً؟..
لَسْتُ أدري!
قَد دخلتُ الدَّيرَ عِندَ الفَجرِ كالفَجرِ الطَّروبْ
وَتَركتُ الدَّيرَ عِندَ اللَّيلِ كاللَّيل الغَضُوبْ
كانَ في نَفسيَ كَربٌ، صَارَ في نَفسي كُروبْ
أمِنَ الدَّيرِ أم اللَّيلِ اكتِئابي؟
لَستُ أدري!
قَد دَخلتُ الدَّيرَ استَنطِقُ فيهِ الناسكينا
فإذا القومُ مِنَ الحيرَةِ مِثلي باهِتونا
غَلَبَ اليَأسُ عَلَيهِم، فهمُ مُستَسلِمُونا
وَإذا بالبابِ مَكتوبٌ عَليهِ…
لَستُ أدري!
عَجَباً للنَّاسِكِ القانِتِ وهو اللَّوذَعي
هَجَرَ النَّاس وفيهم كلُّ حُسنِ المُبدعِ
وَغَداً يَبحَثُ عَنهُ المَكانِ البَلقَعِ
أرأى في القَفْرِ ماءً أم سَرابا؟..
لَستُ أدري!
كم تُمارِي، أيُّها النَّاسِكُ، في الحَقِّ الصَّريحْ
لَو أرادَ الله أن لا تَعشَقَ الشَّيء المَليحْ
كانَ إذ سوَّاكَ سوَّاكَ بلا عقلٍ وروحْ
فالذي تَفعَلُ إثمٌ… قالَ إني …
لَستٌ أدري!
أيُّها الهاربُ إنَّ العَارَ في هذا الفِرارِ
لا صَلاحٌ في الذي تَفعَلُ حَتَّى للقِفارِ
أنتَ جانٍ أيُّ جَانِ، قاتِلٌ في غَيرِ ثارِ
أفَيَرضَى اللهُ عَن هذا وَيَعفو؟..
لَستُ أدري!
بين المقابر:
وَلَقَدْ قُلتُ لِنَفسي، وأنا بينَ المَقابرْ
هَلْ رَأيتِ الأمْنَ والرَّاحَةَ إلا في الحَفَائِرْ؟
فَأشارتْ: فإذا لِلدُّودِ عَيثٌ في المَحاجِرْ
ثُمَّ قالت:أيُّها السَّائِلُ إني…
لَستُ أدري!
أُنظُري كَيفَ تَسَاوى الكلُّ في هذا المَكانِ
وتَلاشَى في بَقايا العَبدِ رَبُّ الصَّولَجانِ
وَالتَقى العَاشِقُ والقَالي فَما يَفترِقَانِ
أفَبذا مُنتَهى العَدلِ؟ فَقَالت…
لَستُ أدري!
إن يكُ الموتُ قِصَاصاً، أيُّ ذَنب للطَّهارَةْ
وإذا كان ثواباً، أيُّ فَضل للدَعَارَةْ
وإذا كان يوماً وما فيهِ جَزاء أو خَسَارَةْ
فلِمَ الأسماء إثمٌ أو صَلاحٌ؟..
لَستُ أدري!
أيُّها القَبرُ تَكَلَّمْ، وأخبِريني يا رِمامْ
هَل طَوى أحلامَكِ المَوتُ وهَل ماتَ الغَرامْ
مَن هوَ المائِتُ مِن عَامٍ ومِن مليونِ عامْ
أيَصيرُ الوقتُ في الأرماسِ مَحواً؟..
لَستُ أدري!
إن يَكُ المَوتُ رُقاداً بَعدَهُ صَحوٌ طَويلْ
فلِماذا لَيسَ يَبقى صَحْوُنا هذا الجَميلْ؟
ولِماذا المَرءُ لا يَدري مَتى وَقتُ الرَّحيلْ؟
وَمَتى يَنكَشِفُ السِّرُّ فيَدري؟..
لَستُ أدري!
إن يَكُ المَوتُ هُجُوعاً يَملأُ النَّفسَ سَلاما
وانعِتاقاً لا اعتِقالاً وابتِداءً لا خِتاما
فَلِماذا أعشَقُ النَّومَ ولا أهوى الحِماما
ولِماذا تجزَعُ الأرواحُ مِنه؟..
لَسْتُ أدري!
أوراءَ القَبرِ بعدَ المَوتِ بعْثٌ ونُشُورُ
فَحَياةٌ فَخُلود أمْ فَنَاءٌ ودُثُورُ
أكَلامُ النَّاسِ صدقٌ أمْ كَلام الناسِ زورُ
أصَحيحٌ أنَّ بَعضَ الناسِ يَدري؟..
لَسْتُ أدري!
إن أكنْ أُبعَثُ بعدَ المَوْتِ جُثماناً وعَقْلا
أتُرَى أُبعَثُ بَعْضاً أمْ تُرَى أُبعَثُ كُلّا
أتُرَى أُبعَثُ طِفْلاً أمْ تُرَى أُبعَثُ كَهلاً
ثُمَّ هَل أعْرِفُ بَعدَ المَوتِ ذاتي؟..
لَسْتُ أدري!
يا صَديقي، لا تُعَلِّلني بِتَمْزِيقِ السُّتُورِ
بَعدَما أقضي فَعقلي لا يُبالي بالقُشُورِ
إن أكُن في حالةِ الإدراكِ لا أدري مَصيري
كيفَ أدري بعدَما أفقِدُ رُشدي…
لَستُ أدري!
القصر والكوخ:
وَلَقَد أبصَرتُ قصراً شاهِقاً عالي القِبابْ
قُلتُ ما شادَكَ مَن شَادَكَ إلا للخَرابْ
أنتَ جُزءٌ منهُ لكنْ لستَ تَدري كيفَ غابْ
وهو لا يَعلمُ ما تحوي؛ أيَدري؟..
لَستُ أدري!
يا مِثالاً كانَ وهماً قَبلَما شاءَ البُناة
أنتَ فِكرٌ مِن دِماغٍ غَيَّبَتهُ الظُلُمات
أنتَ أمنيَّةُ قَلبٍ أكَلَتهُ الحَشَرات
أنتَ بانيك الذي شَادَكَ لا… لا…
لَستُ أدري!
كمْ قُصُورٍ خالها الباني سَتَبقى وَتَدوم
ثابتاتٍ كالرَّواسي خَالِداتٍ كالنُّجُوم
سَحَبَ الدَّهرُ عَليها ذَيلَهُ فهيَ رُسوم
مَالَنا نَبني ومَا نَبني لِهَدمٍ؟..
لَستُ أدري!
لَمْ أجِد في القَصْرِ شَيئاً لَيسَ في الكوخِ المَهينِ
أنا في هذا وَهذا عَبدُ شَكٍّ وَيَقينِ
وَسَجينُ الخَالِدَينِ الليلِ والصُّبحِ المُبينِ
هَل أنا في القَصر أم في الكوخ أرقى؟
لَستُ أدري!
لَيسَ في الكوخِ ولا في القَصر مِن نفسي مَهربْ
إنَّني أرجو وَأخشى، إنَّني أرضى وأغضَبْ
كانَ ثوبي مِنْ حَريرٍ مُذْهَبٍ أو كانَ قنَّبْ
فلِماذا يَتَمَنَّى الثوب عَاري؟..
لَستُ أدري!
سَائِلِ الفَجرَ: أعِندَ الفَجرِ طينٌ ورُخامْ؟
وَاسألِ القصرَ ألا يُخفيهِ، كالكوخِ، الظَّلامْ
واسألِ الأنجمَ والرِّيحَ وَسَلْ صَوبَ الغَمامْ
أتَرى الشَّيء كما نحنُ نَراهُ؟..
لَسْتُ أدري!
الفكر:
رُبَّ فِكر لاحَ في لَوحَةِ نَفسي وَتجلَّى
خِلتُهُ مِنِّي ولكنْ لمْ يُقمْ حتَّى تَولَّى
مِثلَ طَيفٍ لاحَ في بئرٍ قَليلاً واضمَحَلّا
كيفَ وافى ولِماذا فرَّ مِنِّي؟
لَسْتُ أدري!
أتُراهُ سابحاً في الأرضِ مِنْ نَفْسٍ لأخرى
رابَهُ مِني أمرٌ فَأبى أنْ يَسْتَقِرَّا
أم تُراهُ مَرَّ في نَفسي كما أعبرُ جسرا
هَلْ رأتهُ قَبْلَ نَفسي غَيرُ نَفسي؟
لَسْتُ أدري!
أم تُراهُ بارِقاً أوْمَضَ حيناً وتوارى
أم تُراهُ كانَ مِثلَ الطَّيرِ في سِجنٍ فَطارا
أم تُراهُ انحلَّ كالمَوجَةِ في نَفسي وَغارا
فأنا أبحَثُ عنهُ وهوَ فيها،
لَسْتُ أدري!
صراع وعراك:
إنَّني أشهَدُ في نَفسي صِراعاً وعِراكا
وَأرى ذاتيَ شَيطاناً وأحياناً مَلاكا
هَلْ أنا شخصَانِ يَأبى هذا مَعْ ذاكَ اشتراكا
أم تُراني واهِما فيمَا أراهُ؟
لَسْتُ أدري!
بَينما قَلبي يَحكي في الضُّحى إحدى الخمائِل
فيهِ أزهارٌ وأطيارٌ تُغَني وَجَداولْ
أقبَلَ العَصْرُ فَأمسَى موحِشاً كالقفرِ قَاحِلْ
كيفَ صَارَ القَلبُ رَوضاً ثمَّ قَفراً؟
لَسْتُ أدري!
أينَ ضحكي وبُكائي وَأنا طِفلٌ صَغيرْ
أينَ جَهلي وَمَراحي وأنا غَضٌّ غريرْ
أينَ أحلامي وكانَتْ كيفما سِرتُ تَسيرْ
كُلَّها ضَاعَتْ ولكن كَيْفَ ضَاعَتْ؟
لَسْتُ أدري!
ليّ إيمانٌ ولكنْ لا كأيماني وَنُسكي
إنَّني أبكي ولكنْ لا كما قد كُنتُ أبكي
وَأنا أضْحَكُ أحياناً ولكنْ أيَّ ضِحكِ
لَيتَ شِعري ما الذي بَدَّلَ أمرِي؟
لَسْتُ أدري!
كلَّ يَومٍ ليَ شَأنٌ ، كلَّ حينٍ لي شُعورْ
هَلْ أنا اليومَ أنا منذُ ليالٍ وَشُهورْ
أم أنا عِندَ غُروب الشَّمسِ غَيرِي في البُكورْ
كلَّما سَاءَلتُ نَفسي جَاوَبَتني:
لَسْتُ أدري!
رُبَّ أمرٍ كُنتُ لمَّا كانَ عِندي أتَّقيهِ
بتُّ لمَّا غابَ عَنِّي وَتوارى أشتَهِيهِ
مَا الذي حَبَّبَهُ عِندي وَمَا بَغَّضَنِيهِ
أأنا الشَّخْصُ الذي أعرَضَ عَنهُ؟
لَسْتُ أدري!
رُبَّ شَخْصٍ عشتُ مَعهُ زَمَناً ألهو وَأمرَحْ
أو مَكانٍ مَرَّ دَهرٌ وَهوَ لي مَسرَى وَمَسرحْ
لاحَ لي في البُعدِ أجلى منهُ في القُربِ وَأوضَحْ
كيفَ يَبقى رَسمُ شَيءٍ قَدْ توارى؟
لَسْتُ أدري!
رُبَّ بُستانٍ قَضَيتُ العُمرَ أحمي شَجَرَهْ
وَمَنَعتُ النَّاسَ أن تَقطِفَ مِنهُ زَهرَهْ
جَاءَتِ الأطيارُ في الفَجر فَناشَتْ ثَمرَهْ
ألأطيارِ السَّما البُستانُ أم لي؟
لَسْتُ أدري!
رُب قُبحٍ عِندَ زَيدٍ هو حُسنٌ عِندَ بَكرِ
فَهُما ضِدَّانِ فيهِ وهوَ وَهْمٌ عِندَ عَمروِ
فَمَنِ الصَّادِقُ فيما يَدَّعيهِ ، لَيتَ شِعري
وَلِماذا لَيسَ للحُسْنِ قِياسٌ؟
لَسْتُ أدري!
قَدْ رَأيتُ الحُسْنَ يُنْسَى مِثلَما تُنسَى العُيوبُ
وطُلُوع الشَّمسِ يُرجى مِثلَمَا يُرجى الغُروبُ
وَرَأيتُ الشَّرَّ مِثلَ الخَيرِ يَمضي وَيَؤوبُ
فَلِماذا أحسبُ الشَّرَّ دَخيلاً؟
لَسْتُ أدري!
إنَّ هذا الغَيثَ يَهمي حينَ يَهمي مُكرَهَا
وَزُهورُ الأرضِ تُفشي مُجبَراتٍ عِطرَها
لا تَطيقُ الأرضُ تخفي شَوكَها أو زَهرَها
لا تَسَلْ : أيُّهمُا أشهى وَأبهى؟
لَسْتُ أدري!
قَدْ يَصيرُ الشوكُ إكليلاً لِملكٍ أو نَبيّ
وَيَصيرُ الوَردُ في عُروَة لِصٍ أو بَغيّ
أيَغارُ الشَّوكُ في الحَقْلِ مِنَ الزَّهرِ الجنيّ
أم تُرى يَحسَبهُ أحقرَ مِنهُ؟
لَسْتُ أدري!
قد يَقيني الخَطَرَ الشَّوكُ الذي يَجْرَحُ كَفِّي
وَيَكونُ السُّمُّ في العِطر الذي يَملأ أنفي
إنَّما الوردُ هوَ الأفضلُ في شَرعي وَعُرفي
وَهوَ شَرعٌ كلُّهُ ظُلمٌ ولَكنْ…
لَسْتُ أدري!
قَدْ رَأيتُ الشُّهبَ لا تَدري لِماذا تُشرقُ
وَرَأيتُ السُّحبَ لا تدري لِماذا تُغدِقُ
وَرَأيتُ الغَابَ لا تَدري لِماذا تورقُ
فلِماذا كلُّها في الجَهلِ مِثلي؟
لَسْتُ أدري!
كُلَّما أيقَنتُ أني قَد أمَطتُ السَّترَ عَني
وَبَلَغتُ السِّرَّ سِرِّي ضَحِكَت نَفسيَ مِني
قَدْ وَجَدتُ اليأسَ والحيرَةَ لكنْ لم أجِدني
فَهَل الجَهلُ نَعيمٌ أم جَحيمٌ؟
لَسْتُ أدري!
لَذَّةٌ عِنديَ أنْ أسمَعَ تَغريدَ البَلابلْ
وَحفيفَ الوَرَقِ الأخضَرِ أو هَمسَ الجَداولْ
وأرى الأنجمَ في الظَّلماء تَبدو كالمَشَاعِلْ
أتُرى مِنها أم اللَّذةُ مِنِّي…
لَسْتُ أدري!
أتُراني كُنتُ يَوماً نَغَماً في وَتَرِ
أم تُراني كُنتُ قَبلاً مَوجَةً في نَهرِ
أم تُراني كُنتُ في إحدى النُّجومِ الزُّهرِ
أم أريجاً، أم حَفيفاً، أم نَسيماً؟
لَسْتُ أدري!
فيَّ مِثلُ البَحرِ أصدافٌ وَرَملٌ وَلآلْ
فيَّ كالأرضِ مُروجٌ وَسُفُوحٌ وَجِبالْ
فيَّ كالجَوِّ نُجومٌ وَغُيُومٌ وَظِلالْ
هَلْ أنا بحرٌ وَأرضٌ وَسَماءٌ؟
لَسْتُ أدري!
مِن شرابي الشّهدُ والخمرة وَالماء الزُّلالْ
مِنْ طَعامي البقلُ وَالأثمارُ واللحمُ الحَلالْ
كمْ كِيانٍ قَدْ تَلاشَى في كِياني واستَحالْ
كمْ كِيانٍ فيهِ شَيءٌ من كِياني؟
لَسْتُ أدري!
أأنا أفصَحُ مِنْ عُصفورةِ الوادي وأعذَبْ؟
وَمِن الزَّهرَةِ أشهى؟ وَشَذى الزَّهرةِ أطيبْ؟
وَمِنَ الحَيَّةِ أدهى؟ وَمِنَ النَّملَةِ أغرَبْ؟
أمْ أنا أوضَعُ مِنْ هذي وَأدنى؟
لَسْتُ أدري!
كلُّها مثليَ تحيا، كلُّها مِثلي تَموتُ
وَلها مِثْلي شرابٌ، وَلها مِثليَ قوتُ
وانتِباهٌ وَرُقادٌ، وَحَديثٌ وَسُكوتُ
فَبما أمتازُ عَنها لَيتَ شِعري؟
لَسْتُ أدري!
قَدْ رَأيتُ النَّملَ يَسعى مِثلما أسعى لرِزقي
وَلَهُ في العَيشِ أوطارٌ وَحَقٌ مِثلُ حَقِّي
قد تَسَاوى صَمتُهُ في نَظَرِ الدَّهرِ وَنُطقي
فَكلانا صَائِرٌ يوماً إلى ما…
لَسْتُ أدري!
أنا كالصَّهباء، لكنْ أنا صَهباي وَدَنِّي
أصلُها خَافٍ كأصلي، سِجنُها طينٌ كَسِجني
وَيُزاحُ الخَتمُ عَنها مِثلَمَا يَنشقُّ عَنِّي
وَهيَ لا تَفقَهُ مَعناها، وإني…
لَسْتُ أدري!
غَلِطَ القائِلُ إنَّ الخَمرَ بنتُ الخَابيهْ
فهيَ قَبلَ الزقِ كانت في عُرُوقِ الدَّاليهْ
وَحَواهَا قَبْلَ رَحْمِ الكَرمِ رَحْمُ الغَادِيَهً
إنَّما مِن قَبلِ هذا أينَ كانتْ؟
لَسْتُ أدري!
هيَ في رَأسيَ فِكرٌ، وهيَ في عَينيَّ نورْ
وهيَ في صَدريَ آمالٌ، وفي قَلبي شُعُورْ
وهيَ في جِسمي دَمٌ يَسرِي فيهِ وَيَمورْ
إنَّما مِنً قَبلِ هذا كيفَ كانتْ؟
لَسْتُ أدري!
أنا لا أذكُرُ شَيئاً مِنْ حَياتي الماضِيةْ
أنا لا أعرفُ شَيئاً مِنْ حَياتي الآتِيهْ
ليَ ذاتٌ غَيرَ أني لسْتُ أدري مَاهِيهْ
فَمَتَى تَعرفُ ذاتي كُنهَ ذاتي؟
لَسْتُ أدري!
إنَّني جِئتُ وأمضي وَأنا لا أعلَمُ
أنا لُغزٌ… وَذَهابي كمجيئي طلسَمُ
والذي أوجَدَ هذا اللُّغزَ لُغزٌ مُهيَمُ
لا تُجادِلْ ذا الحِجا مَن قال إنّي…
لَسْتُ أدري!
...تابع القراءة

فلا أقسم بالخنس , الجواري الكنس



إدعاءات الإعجاز العلمي في القرآن هي من أكبر عمليات النصب والكذب والتلفيق في العالم العربي. واكتشاف زورها وكشفه كان من أهم مراحل إدراكي أن الإسلام والقرآن ليسا إلا مجموعة من الأساطير والأكاذيب. فمن أهم ما ساعدني تجار الإعجاز على إدراكه هو أنه لا يُعقل أن يجهل الله (العليم والحكيم والقدير) بخلقه! ويترتب على هذا أنه لا يمكن لدين أن يكون صحيحاً إلا إذا خلا خلواً تاماً من الأخطاء العلمية. ويترتب على هذا أن جميع الأديان ما هي إلا أوهام أو أضغاث أحلام, فـ “جميع الأديان تحمل آثار ناتجة عن واقع نشأتها خلال فترة عدم النضج الفكري عند الجنس البشري” كما قال فريدريك نيتشيه.
ومن أنجح أكاذيب تجار الإعجاز أكذوبة أن القرآن قد ذكر الثقوب السوداء ووصفها بدقة, وأن هذا الأمر يعد معجزة عظيمة. بل وقد كانت هذه المعجزة من “العظمة” أن أمير الملفّقين زغلول النجار بنفسه أكد مصداقيتها فأخذ يهذي ويقول:
قسم عظيم, أقسم به ربنا تبارك وتعالى بحقيقة لم يعرفها العلماء إلا منذ سنوات قليلة. الثقوب السود حالة من حالات النجوم تتركز في قلب المجرات وتعتبر مركز ثقل المجرة. الحالة الكثيفة جداً … … … هذا النجم الخانس هذا هو مركز ثقل المجرة. كل ما فيها. مركز الثقل هو الثقب الأسود هذا … … … فهو نجم لا يرى والقرآن يقول: “فلا أقسم بالخنس” وخنس في اللغة يعني اختبأ واختفى, وخُنْس يعني شيء مبالغ في اختفائه … … … الجواري الكنس, قالوا كنس في اللغة يعني اختبأ واختفى أيضاً ولكن التكرار هنا يعني ما في معنى له … … … فأنا أدركت أن الكنس هنا من الكَنس بمعنى مسح سطح السماء … … … هو نجم … … … يدور في فلك … … … والكنس هنا من الكنس, لأنها حقيقة هي مكانس السماء. وأذهلني أن أجد عالماً أمريكياً يصف هذه الحقيقة بقوله هذه مكانس السماء العملاقة … … … والتعبير القرآني نجم خانس كانس أبلغ ألف مرة من أن أقول ثقب أسود … … …”
ولكن, وبعد ثبات هذا الإعجاز العلمي العجيب في القرآن وثبات نبوة محمد وصدق رسالة الإسلام بما لا يدعُ للشك, وبعد أن نطق الثقب الأسود مسبحاً باسم الله وخرَّ راكعاً باتجاه آخر أصنام العرب: الحجر الأسود وكعبته, وبعد أن ازداد المسلمين يقيناً وتأكدوا أن صبرهم على هذا الدين سيعود عليهم بالعشرات من الحور العين في الجنة ليستلذوا بهن وليُشبعوا بهن شهواتهم أبد الدهر. وبعد كل هذا, فوجئ العالم بأنه لم يزدد عدد المسلمين واحداً (إلا ربما عن طريق الإنجاب), ولم يدخل كافر أو ملحد في الإسلام من خلال انبهاره بهذه المعجزة! فما الذي جرى؟ وكيف للناس أن ينكروا الحق بعد أن رأوا البينات من ربهم؟
إن هذا الأمر يحزن المسلمين كثيراً بالطبع, فهم عاجزون عن استيعاب من يعمل عقله ويرفض أن يبيعه لأقرب مشعوذ أو دجال. وهذا العجز قد يولد في بعضهم القلق والخوف, فالمرء يخشى المجهول. أو ربما تُراه يولد في بعضهم الحقد والكراهية اتجاه كل من لا يوافقهم الرأي فدينهم ككل الأديان دين طاغٍ مستبد, لا يرى تنوع الحياة, فالمتدينون لا يرون إلا الأسود والأبيض, الخير والشر, النور والظلام, فهذه رؤيتهم للعالم وأي رؤية سطحية دنيئة هذه! ومهما كان انطباعهم اتجاه رفض الناس أن يشتروا من بضاعتهم العفنة وأن يشاركوهم في تجارة البؤس والتخلف, فستراهم يتهمون الناس بالفسق والفساد والتكبر والجهل والتخلف وهم يجهلون أو يتجاهلون أن الإسلام والمسلمين هما منبع الجهل والتخلف على هذه الأرض.
حقاً, ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم! فبينما ينعم المسلمين بدينهم وشقاوتهم ومعجزاتهم الوهمية, دعونا نحلل وندرس هذا الإعجاز المدَّعى فتزداد حسرتنا على أهلنا وشعبنا الذين لا حول لهم ولا قوة أمام هذا الدجل والتخلف.
أولاً, لننظر إلى معاني الكلمات المستعملة في الآية حسب تفسير زغلول النجار (وشاكلته من مروجي الإعجاز) لها:
- الخنس‏:‏ شيء مبالغ باختفائه‏
- الجوار‏:‏ أي الجارية‏. من الجري وهو المر السريع‏.‏
- الكنس: اختبئ واختفى (ويقول النجار “التكرار ما في معنى له وأنا أدركت أنها من الكنس”, أي المسح بالمكنسة – وبالطبع هذا “الإدراك” جزء مهم من الكذبة).
وثم يذكر زغلول النجار أن الثقوب السوداء تكون في مراكز المجرات, ولكن بعد ذلك, يقول أن الثقب الأسود يدور في فلك (ويؤشر بإصبعه على شكل دائرة).
دعونا ننظر إلى هذا الإدعاء. كيف للثقب الأسود أن يدور في فلك إذا كان في مركز المجرة ووسطها؟ فإذا كان فلك النجوم هو مركز مجرتهم فحول ماذا يدور الثقب الأسود وهو نفسه مركز المجرة وأثقل ما فيها؟ وإذا كان لا يوجد فلك للثقوب السوداء فكيف ولماذا لقبها القرآن بـ “الجواري”؟ وحول ماذا تجري؟ وهل يعقل أن الله يجهل أنها لا فلك لها؟ فمعظم الثقوب السوداء لا فلك لها إلا القلّة القليلة منها والتي تأتي مزدوجة, تجري الواحدة حول الأخرى.
ومن ثم يصف الثقوب السوداء بالـ “vacuum cleaners” أي المكانس الشافطة, ولكن يتناسى أن وجه الشبه هنا هو أن كلاهما “يشفط” لا أن كلاهما يكنس! بل ويتجاهل كذلك أن المكنسة في عهد محمد لم تكن مكنسة شافطة وبذلك فالكنس على عهده ليس كالكنس على عهدنا وأن هذا يعني أنه حتى لو كان القرآن يتحدث عن الكنس (للتنظيف) فهو بمعنى المسح لا الشفط! ولكن ما أن وصل زغلول النجار إلى فكرة المكنسة حتى تمادى في كذبه فأصبح اسم “المكنسة المتحركة الخفية” أنسب وأدق من اسم “الثقب الأسود” والمضحك أن الثقوب السوداء ليست خفية أصلاً فهي تتوهج بأشعّة تسمى “إشعاعات هاوكينغ” وكما أنها تجذب و”تشفط” كل شيء حولها مما يسهل رصدها. فكيف تكون خفية إذا كان من السهل رصدها؟
كما أنه إذا أراد المرء أن يأتي بـ “مكنسة متحركة متخفية” لينسب لها هذه الآية القرآنية, أليس من الإمكان أن ينسبها إلى البكتيريا المعوية فهي لا ترى مباشرة بالعين المجردة (كالثقب الأسود) وهي تجري في أمعاء الإنسان فتساعده على الهضم  وهي بهذا كالمكنسة, بل كفرقة تنظيف هائلة تحافظ على صحة ونظافة الأمعاء. فإن كنت لا تزل تؤمن أن القرآن كان يتحدث عن الثقوب السوداء فكيف تتأكد أنه لم يكن يتحدث عن هذه البكتيريا؟ أو ربما عن الصراصير فهي كذلك “مكانس متحركة متخفية”؟ أو ربما حتى عن نساء المسلمين المنقبات اللواتي هنَّ كذلك خُنَّس جوارٍ كُنَّس؟ آمل أن يكون القارء قد بدأ يدرك أن هذا “الإعجاز العلمي” ما هو إلا خيال علمي وكذب يسعى من ورائه البعض أن يشتروا بعقول الناس ثمنا بخساً.
أما معاجم اللغة فها هي تفسيراتها للكلمات السابقة (المعجم المحيط):
- خنس: تأخَّر وتخلَّف وتوارى (لاحظ أهمية “التأخير” في المعنى, وهو أمر يتجاهله زغلول النجار وعصابته).
- الجوار: من جرى, أي سال مندفعاً.
- الكنس: كَنَسَ يَكْنِسُ كَنْساً:- الظبيُ: دخل في كِناسه.- ت النجومُ كُنُوساً: استمرَّت في مجاريها ثم انصرفت راجعة.
ومن معجم لسان العرب:
والخُنَّس الكواكب كلُّها أو السيَّارة منها أو النجوم الخمسة زُحَل والمشترى والمِرّيخ والزهرة وعُطَارِد وفي سورة التكوير آية 15 “فَلا أُقْسِمُ بالْخُنَّسِ” قال البيضاويُّ أي بالكواكب الرواجع من خَنَسَ إذا تأخَّر وهي ما سوى النيرين من السيَّارات.
فالحقيقة هي أن محمد في هذه الآيات لم يكن يتكلم عن الثقوب السوداء ولا عن البكتريا ولا عن الصراصير، بل كان يتكلم (أو بالأصح يسجع) عن الكواكب الخمسة: زُحَل والمشترى والمرّيخ والزهرة وعُطَارِد. وهذا ما أجمع عليه المفسرين.
ها هو “إعجازكم العلمي” قد فضح. وها هو كذبكم قد انكشف. فهل أنتم منتهون؟
...تابع القراءة

سفر التكوين ونشأة الكون



لطالما عجبت لأمر المسيحيين واليهود. فإن أول صفحة من “كتابهم المقدس” مليئة بالأخطاء الفادحة التي تجعل من الإنجيل والتوراة مصدر سخرية العلماء والعقلاء. وبالطبع أنا هنا أتحدث عن سفر التكوين والذي هو أجدر بأن يلقب بـ “سفر المحششين”. وبالطبع المسيحيون واليهود العرب هم قلة وعلى الملحدين العرب أن يكثفوا جهودهم لمحاربة الإسلام الذي هو الدين (والوباء) السائد في بلادنا. وبالطبع  يوجد الكثير من الناس الذين ينتقدون المسيحية واليهودية ويبينون زورهما بشكل رائع وعلى أكمل وجه باللغات الأجنبية التي أغلب متحدثيها من المسيحيين واليهود . ولكنني وعلى الرغم من هذا أرى فائدتين مهمتين لانتقاد وتبيين زور هذه الأديان باللغة العربية وهما:
١. تبيين زور جميع الأديان هو من أهم أهداف هذا الموقع (والملحدين عامةً). ومهمتنا يجب أن لا تقتصر على محاربة دين الأغلبية فقط لأننا بهذا نترك نقصاً وفراغاً ونهمل جانباً مهماً من جوانب مسؤوليتنا اتجاه مجتمعنا.
٢. الكثير من عقائد الإسلام مبنية على عقائد مسيحية ويهودية (بالإضافة إلى عقائد العرب الوثنية) ونحن حين ننشر التوعية حول هذه الديانات, نحن بذلك ننشر وبشكل غير مباشر التوعية حول الإسلام وعقائده ومُسَلَّماته. ولأنه من السهل على المسلم أن يتقبل الإنتقاد لديانات غيره فمن الممكن أن تراه يتفق معنا بالرأي أن الكثير من ادعاءات الإنجيل والتوراة هي ادعاءات باطلة وهو بهذا يضع نفسه في موقف حرج حين يرى أن بعض هذه الإدعاءات تكررت في القرآن والأحاديث المنسوبة لمحمد.
فهيا بنا نقرأ وندرس ونحلل معاً قصة التكوين في سفر التكوين:
فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. وَقَالَ اللهُ: “لِيَكُنْ نُورٌ”، فَكَانَ نُورٌ. وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا، وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا.
وَقَالَ اللهُ: “لِيَكُنْ جَلَدٌ فِي وَسَطِ الْمِيَاهِ. وَلْيَكُنْ فَاصِلاً بَيْنَ مِيَاهٍ وَمِيَاهٍ”. فَعَمِلَ اللهُ الْجَلَدَ، وَفَصَلَ بَيْنَ الْمِيَاهِ الَّتِي تَحْتَ الْجَلَدِ وَالْمِيَاهِ الَّتِي فَوْقَ الْجَلَدِ. وَكَانَ كَذلِكَ. وَدَعَا اللهُ الْجَلَدَ سَمَاءً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَانِيًا.
وَقَالَ اللهُ: “لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسَةُ”. وَكَانَ كَذلِكَ. وَدَعَا اللهُ الْيَابِسَةَ أَرْضًا، وَمُجْتَمَعَ الْمِيَاهِ دَعَاهُ بِحَارًا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَقَالَ اللهُ: “لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ، بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ”. وَكَانَ كَذلِكَ. فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْرًا كَجِنْسِهِ، وَشَجَرًا يَعْمَلُ ثَمَرًا بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا ثَالِثًا.
وَقَالَ اللهُ: “لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ. وَتَكُونَ أَنْوَارًا فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذلِكَ. فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ. وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا.
وَقَالَ اللهُ: “لِتَفِضِ الْمِيَاهُ زَحَّافَاتٍ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ، وَلْيَطِرْ طَيْرٌ فَوْقَ الأَرْضِ عَلَى وَجْهِ جَلَدِ السَّمَاءِ”. فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ، وَكُلَّ ذَوَاتِ الأَنْفُسِ الْحيَّةِ الدَّبَّابَةِ الْتِى فَاضَتْ بِهَا الْمِيَاهُ كَأَجْنَاسِهَا، وَكُلَّ طَائِرٍ ذِي جَنَاحٍ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَبَارَكَهَا اللهُ قَائِلاً: “أَثْمِرِي وَاكْثُرِي وَامْلإِي الْمِيَاهَ فِي الْبِحَارِ. وَلْيَكْثُرِ الطَّيْرُ عَلَى الأَرْضِ”. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا خَامِسًا.
وَقَالَ اللهُ: “لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا”. وَكَانَ كَذلِكَ. فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا، وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا، وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَقَالَ اللهُ: “نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ”. فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: “أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ، وَأَخْضِعُوهَا، وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ”. وَقَالَ اللهُ: “إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْل يُبْزِرُ بِزْرًا عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْرًا لَكُمْ يَكُونُ طَعَامًا. وَلِكُلِّ حَيَوَانِ الأَرْضِ وَكُلِّ طَيْرِ السَّمَاءِ وَكُلِّ دَبَّابَةٍ عَلَى الأَرْضِ فِيهَا نَفْسٌ حَيَّةٌ، أَعْطَيْتُ كُلَّ عُشْبٍ أَخْضَرَ طَعَامًا”. وَكَانَ كَذلِكَ.
وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا.
لا أعرف أين أبدأ بالحديث, فالأخطاء العلمية الفادحة في هذا النص تتجاوز حدود الخيال. بل لو أنني حاولت الإيتان بنص يحتوي هذا الكم من الجهل لعجزت عن الإيتان بمثله. ولكن, سأحاول أن أعدد بعض هذه الأخطاء للتأكيد عليها:
١. يدعي سفر التكوين أنه قبل وجود السماء والكواكب والنجوم والشمس والقمر, كانت توجد الأرض وكانت الأرض خالية من كل شيء عدا الماء! وكان الله يطفو على هذه الماء! بالطبع, سفر التكوين لا يشرح من أين أتت هذه الماء ولماذا يستطيع الله أن يطفو عليها (ربما هو إله من خشب؟). وبالتالي, فكاتب سفر التكوين لم يكن يعلم أن الماء هو مركب من الهيدروجين والأكسجين وأن الأكسجين كسائر العناصر (عدا الهيدروجين) لا يتكون إلا في النجوم, وبالتالي فوجود الماء والأكسجين قبل النجوم (التي خلقت في اليوم الثالث) أمر مستحيل!
٢. يدعي سفر التكوين أن الأرض أقدم من الشمس والنجوم! وأي أحمق في عصرنا هذا يمكنه أن يصدق هذه التفاهات!
٣.وهو يدعي كذلك أن المدة الزمنية بين بداية الكون وظهور الإنسان على الأرض هي خمسة أيام. وهذا أمر عجيب غريب لا يعقل لعاقل أن يصدقة بعد ما أوتينا من العلم.
٤. كما أنه يدعي أن الليل والنهار على الأرض هما أقدم من الشمس. فهو يدعي أن الشمس خلقت في صباح اليوم الثالث. وهذا الإدعاء من الغباء أنني مذهول أن من كتب سفر التكوين لم يتمكن من أن يستنتج أن الشمس هي مصدر النور والنهار! ياللعجب!
وبالطبع, فقد أتى محمد بالقرآن ونقل فيه هذه الأساطير وأعاد سردها لأتباعه. وكان بهذا يطمح أن يتبعه يهود الجزيرة العربية فكان دائماً ما ينهرهم في قرآنه لرفضهم اتباعه ولسخريتهم منه ومن جهله بأساطيرهم ولهذا فنحن نراه يهددهم ويتوعدهم في القرآن فيقول: “يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا” (النساء ٤٧).
وفي النهاية, ليس بوسعي إلا أن أزيد: إنما التوراة والإنجيل والقرآن والأديان رجس من عمل الإنسان فاجتنبوهم لعلكم تفلحون…
...تابع القراءة

من هو “ أول المسلمين ”؟



سؤال بسيط ولكن حله عميق: من هو “أول المسلمين”؟
إذا بحثنا في القرآن سنجده يقول:
  1. “قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم قل إني أمرت أن أكون أول من أسلم ولا تكونن من المشركين” (الأنعام ١٤)
  2. “قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ,لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين” (الأنعام ١٦٢-١٦٣)
  3. “قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين, وأمرت لأن أكون أول المسلمين (الزمر ١١-١٢)
هذا معناه أن الرسول محمد (وهو المخاطب في هذه الآيات) هو أول المسلمين. كما أن القرآن لم يلقب أحد بلقب “أول المسلمين” سوى محمد. وهذا أمر متوقع, فمحمد هو نبي الإسلام وهو من إخترعه إن صح التعبير.
ولكن بالطبع, القرآن لقب الكثير ممن سبقوا محمد بالـ “مسلمين” على الرغم من إدعائه أن محمد هو أول المسلمين! وهذه بعض الأمثلة على هذا:
  1. الحواريون – أتباع عيسى (المسيح): “فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون” (آل عمران ٥٢)
  2. ملكة سبأ: “قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها قال إنه صرح ممرد من قوارير قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين” (النمل ٤٤)
  3. فرعون: “وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين” (يونس ٩٠)
  4. إبراهيم وأولاده وأحفاده: “ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين, إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين, ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون, أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون (البقرة ١٣٠-١٣٣)
  5. إبراهيم: “ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين” (آل عمران ٦٧)
فهل يعقل هذا التناقض؟ وكيف يمكن لمحمد أن يكون أول المسلمين بينما العديد ممن سبقوه كانوا مسلمين؟ وهل يعقل أن يأتي إله بكتاب متناقض؟ و و و…؟
أسئلة عديدة, ولكن هل لها من حل؟
بالتأكيد لها حل…
والإلحاد هو الحل!
...تابع القراءة

وهم السماء



السماء! هذا الغشاء الساحر الذي شغل مخيلة البشر لعصور! فجعلت منها جميع الحضارات مسكناً لآلهتها ومصدراً لأساطيرها وإلهاما لإبداعاتها.
السماء! كل طفل يعرف السماء. وكل حالم يعشق السماء. وكل عاشق يضيع في مخيلته حين هي تضيع في السماء.
وكل شاعر يُقسم بالسماء. وما أدراه وما أدراك ما السماء!
كلنا نعرف السماء. كلنا نفرح حين نراها صافية ونتوقع أن ينزل منها المطر حين تكون غائمة. وكلنا في طفولتنا رسمنا أشكالاً ووجوها من غيومها ونجومها. وكل إنسان على وجه هذه الأرض يحفظ ألوانها. بزرقتها في الصباح وحمرتها عند المغيب وسوادها في الليل.
وكل طفل يعرف السماء. وما أدراه ما السماء؟
كلنا نعشق شمسها ونتغنى بقمرها. وكلنا من سلالة أناس عبدوا كواكبها وبعضنا لا يزال يعتقد واهماً بأن مصائرنا وأسرارنا محفوظة في أبراجها.
وكل طفلة تعرف لون السماء. وما أدراها ما السماء!
يؤمن المؤمنون أن إلههم “رفع” السماء “بغير عماد” (الرعد ٢). وأنه جعل شمسها ونجومها وكواكبها “مصابيح” للعباد (فصلت ١٢). وأن إلههم جعل “السماء سقفا محفوظا” فوقهم (الأنبياء ٣٢) وأنه “يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه” (الحج ٦٥). بل ويستكبرون على من لا يتبع دينهم لأن ربهم قضى أنها “لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط” (الأعراف ٤٠). ويؤمنون بهذا كما يؤمنون أنه لا يحدث شيء في الأرض ولا في السماء ولا يُلحد ملحد إلا بإذنه.
وكل عبيد الله يعرفون السماء. ولكن هل يعرف رب العباد السماء؟ وما أدراه ما السماء!
كلنا فكَّرنا في السماء وفي ماهية السماء. ولكن هل لأحد أن يحدد لي أين هي تلك السماء؟
قد يدعي البعض أن السماء هي “الغشاء الجوي” للأرض ولكن أليست الشمس والقمر والنجوم جزء من السماء كما نعرفها؟ إذن فلا بد أن السماء أكبر من الغشاء الجوي! وربما يدعي البعض أن السماء هي الغشاء الجوي بالإضافة إلى ما بعده من الفضاء الخارجي (أي كل شيء عدا الأرض نفسها). ولكن إن ذهبنا في مكوك إلى الفضاء الخارجي, سنجد أنه لا سماء لنا من موضعنا في تيه الفضاء فكل ما حولنا “فضاء”, وإن إدعى البعض أن هذا أمر طبيعي لأننا أصبحنا “داخل” السماء. إذن ما قولهم إذا هبطنا على كوكب آخر ونظرنا فوجدنا أننا غادرنا السماء وأن الأرض (كوكبنا ومسكننا) أصبحت جزءاً من السماء لا محالة وأن هذا الكوكب الذي ألفناه كجزء من السماء أصبح مختلفاً عنها لا محالة. أيعقل أن ندعي أن السماء هي الكون بأكمله؟ أم هل يعقل أن ندعي أن كوكب الأرض أو أحد الكواكب الأخرى يعتبر جزأ من السماء تارة ومختلفاً عنها تارة أخرى. وهل يتفق هذا وما نعرفه وألفناه عن السماء؟ أم ربما من الأفضل أن ندعي أن لكل كوكب سماء؟
ولكن حتى لو إدعينا هذا سنعود إلى نفس المشكلة من الجديد, وهي: أين سماء الأرض (كوكب الأرض) وأين موضعها؟ وبالأخص, أين بداية وأول السماء؟
والمشكلة في تحديد موضع السماء هي أنها دائما “فوقنا”, كلما صعدنا لنقترب منها كلما ابتعدت عنا. وعلى هذا, فأي موضع نختاره ليكون “بداية السماء” نجد أننا إذا صعدنا إليه وجدنا أن السماء لا تزل فوقه.
ولكن ما إن صعدنا أكثر فأكثر وإبتعدنا عن الكرة الأرضية أكثر فأكثر ووجدنا أنفسنا قد توغلنا في الفضاء, وجدنا أنفسنا بلا سماء بل ووجدنا أنفسنا “فوق” السماء (أو على الأقل فوق جزء منها). فهل صعدنا فوق “بداية السماء”؟ ولكن متى تخطيناها وتعديناها؟ وكيف لنا أن نكون قد تجاوزنا وتخطينا السماء أو بدايتها أو نهايتها إن كنا لا زلنا لم نتجاوز نجوم السماء؟ وكيف لنا أن نكون قد صعدنا فوق غشاء السماء كما عرفناه وعرفه جميع البشر ونحن لم نصل إلى هذا الـ”سقف” المزعوم والذي يتفضل علينا الآلهة أجمعين أنهم يحموننا من وقوعه على رؤوسنا؟ وكيف تخطينا “سقف” السماء ونحن لم نرى بعد “أبواب السماء” الموصودة للكافرين منا؟
بعد قليل من التدبر والتفكير, سنجد أنفسنا إبتعدنا كثيراً بتعريفنا للسماء عمّا بدأنا به وعمّا ألفناه في طفولتنا وعمّا إعتقده آبائنا الأولين. وسنجد أننا عاجزين عن تحديد السماء بحدود صريحة ودقيقة وأن سماءنا في حقيقتها ما هي إلا مجموعة غير محددة (وغير قابلة للتحديد) من الذرات الغازية القريبة من سطح الأرض وربما بعض الكواكب والنجوم. وفي نهاية المطاف سنجد أنه لا يوجد “شيء مادي معين” يمكننا أن نلقبه بـ “السماء”. وأن السماء ما هي إلا “وهم” نراه ونألفه ونعرفه بسبب موضعنا في الكون وبسبب صغرنا ومحدودية إدراكنا. فلو كنا (فرضاً) أكبر من الكرة الأرضية, لربما لم تكن لنا سماء. ولو كان أحدنا “إلهاً” لوجد فكرة السماء سخيفة ساذجة لا معنى لها إلا في مخيلة من خلقها: الإنسان.
وكذلك الروح. وكذلك الآلهة. وكذلك جميع الأساطير التافهة. فهي جميعاً أوهام, أوهام قد تبدو للكثير منا وكأنها واضحة وضوح “النهار” وقد يراها بعض الناس ويؤمنون بوجودها كما يرون السماء بصفائها وشمسها ونجومها وكما يؤمنون بزرقتها. ولكن بعد دراستها والنظر إليها بعين ثاقبة, نجد أنها كلها كالسماء: أوهام خلقتها عقول البشر لصغرها ولضعفها. ولعجزها عن فهم ماهيتها وسبب رؤيتهم لسرابها ولعجز عقولهم عن مواجهة أكبر أوهامها, والذي هو إنكارها لعجزها.
أنا لا ألوم محمد ولا ربه ولا ألوم أي من أديان أو حضارات وأساطير الأولين على جهلهم بحقيقة السماء وماهيتها. ولا ألوم محمد على إدعائه في قرآنه أن إلهه “يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه” (الحج ٦٥) أو أنه “رفعها” “بغير عماد” (الرعد ٢). فهم كلهم كانوا محرومين من نور العلم وكانوا يتخبطون في ظلمات الجهل فلم يكن بوسعهم إلا أن يتكهنوا بما لا يعلمون وأن يحاولوا وصف ما لا يدركون. وإنني كذلك لا ألوم نفسي وإخوتي وأخواتي من البشر إذا تحدثنا عن “سمائنا” و”أرواحنا” أو حتى عن “آلهتنا”. فأغلبنا ممن يحتاجون إلى هذه الكلمات وهذه الأوهام كي يحموا أنفسهم من أنفسهم وكلنا نلجأ إلى بعض هذه الأوهام في بعض الأحيان بسبب ضعفنا وجهلنا وصغرنا. أنا لا ألوم من جرّته هذه الأوهام ورائها ذليلاً لضعفه ولعجزه كإنسان. ولكنني ألوم كل اللوم من أتيح له من العلم ما يُمَكنه من أن يُدرك أنها أوهام ولكنه يرفض الإعتراف بالحقيقة. وألوم كل اللوم هذا الإنسان إن تشبث بالوهم. فمن يتشبث بالوهم لا يتشبث إلا بالضعف الذي جعله بحاجة للوهم وجعله ذليلاً أو حتى عبداً له.
سيأتي يوم على هذه الأرض يعرف فيه الجميع بأن “السماء” وهم وأن “الروح” وهم وأن “الله” وهم. ولكن لن يأتي يوم يكف فيه الناس عن عشق السماء. أو يكف فيه الأطفال عن معرفتها والتيه فيها وفي تأمل نجومها. بل ربما لن يأتي يوم يكف فيه الناس عن ذكر “أرواحهم” – حتى وهم يعلمون أنها كالسماء وهم. بل وربما لن يأتي يوم يكف فيه الناس عن قول “سبحان الله” أو “لا حول ولا قوة إله بالله” – حتى وهم يعلمون أنه كالسماء والأرواح وهم. ولكن…
ولكن سيأتي يوم يعرف فيه الناس أن هذه الأمور كلها أوهام. وأنا أعرف أن هذا اليوم قادم لا محالة. أعرف هذا كما أنتم تعرفون زرقة السماء…
وكما أنا أعرف أن السماء وهم.
...تابع القراءة

هل يتعارض الدين مع العلم ..؟


نظرة سريعة على الجوهر


أنا أعتقد ذالك لسبب بسيط وهو أن الدين مبني على أساس الإيمان والعلم مبني على أساس الملاحظة والتفسير للواقع
قد يقول قائل بأن الأديان حضت على العلم وطالبت به
ولكن وجب التفريق بين العلم والـ science حيث أن معنى كلمة علم مختلف تماما عن كلمة science واللتي للأسف لا يوجد لها مرادف في اللغة العربية

العلم مأخوذ من التعلم بغض النظر عن آلياته وعن محتواه فالإنسان قد يكون عالما برقم هاتفه وعالما بمحتويات كتاب وعالما في تقشير البطاطس وتقليم الأظافر ولكن كلها بالتأكيد لا تمت للـ science بصلة .. ويتم عادتا إستغلال معنى للإيهام بوجود المعنى الآخر

جوهر الإختلاف الحقيقي هو جوهر كل من الشيئين وما التفرعات التي أتت لاحقا إلا محاولة لإخفاء أو تحييد هذا التعارض في جوهريهما .. العلم ( science ) لا يقبل بالإيمان قريبا من أي مكان من فعالياته أو عناصره
بينما الدين يعتمد على الإيمان أولا ثم يبحث في العلم على ما يسنده ويعطيه المصداقية في لفتة أقل ما يقال عنهاأنها مفارقة كوميدية توضح أن الدين يحاول يائسا إستثمار مصداقية العلم التي لا يمتلكها ..

ودمتم ..
...تابع القراءة

الخطيئة الوهمية



الخطيئة فى المسيحية والاثم فى اليهودية والذنوب فى الاسلام


هنا يا أصدقاء أنا أتكلم عن الإختراع الفتاك الذي أثر وما يزال فعالا إلى يومنا هذا في السيطرة على الناس .. وهو إختراع الخطيئة ..
الخطيئة هي كلمة دينية مسيحية بجدارة حيث أن الديانة اليهودية لم تدرك أو لم تمتلك الفرصة لاختراع شيئ مشابه واكتفت بغضب الكهان من سلوك أو قول الفرد حتى تتحكم بالناس فحاخامات اليهود كانت لهم سلطة قضائية كبيرة قبل المسيحية وكان من يسلك سلوكا لا يقبلونه يحاسب بشراسة
المسيحية قامت كثورة على العهد القديم والبناء الكهنوتي اليهودي في الأساس ورفضت سياستهم القائمة على السلطة على الرغم من وقوعهم بنفس السياسة لاحقا عندما جفت شوكتهم خلال العصور الوسطى                 ( عصور الظلام )
عندما بدأت المسيحية بالنمو والإنتشار كان لا بد من سياسة تتحكم بالرعاع والشعب البسيط الساذج ولم يكن هناك إمكانية للعودة للسياسة السلطوية المركزية الصارمة لذا تم إختراع آلية ذكية للتحكم بالناس .. وهي إختراع الخطيئة ..
  
الخطيئة هي مشكلة مبتدعة ليس لها وجود أصلا ويمكن توصيفها بأنها مشكلة وهمية
حيث قام رجال الدين بالنظر إلى عذابات الناس ونسبو أسباب هذه العذابات إلى صفات طبيعية جدا في الإنسان
الطمع و الشهوة والعقوق والكراهية والحسد صفات بشرية طبيعية جدا
حيث أن الطمع مرادف للطموح وحب التملك .. والشهوة غريزة بقاء أساسية
والعقوق ما هو إلا شكل من تفرد الإنسان وتطور شخصيته ومرحلة صراع ضد السلطة الأبوية يمر بها أي مراهق بشكل طبيعي .. والكراهية ما هي إلا شكل آخر من أشكال الحب والإهتمام والشغف والحسد هو حب الذات و تمني الأفضل لها
ولكن عدم قدرة الإنسان البدائي العادي بالعصر البرونزي على الوصول لفهم وحكمة تخوله فهمها و وضع خطوط حمراء وتوجيهها لمصلحته بالإضافة لغياب وجود قانون إنساني متطور يضع مصلحة الإنسان والحرية وضمانها أدى إلى عدم قدرته على تجنب السرقة والقتل والخيانة وبالتالي معاناته وعذاباته
ما قامت به الكنيسة هو أخذ هذه الصفات الطبيعية ووصمها بأنها خطيئة ..
وأن الخطايا وليس عدم القدرة على فهم هذه الصفاتوالتحكم بها وتوجيهها هي السبب بالعذابات ..
هنا وقع الإنسان البدائي في أزمة حقيقية فهو يعاني من مشكلة سوقها له رجال الدين لا يعرف لها أي علاج إذ أنه أساسا لا يفهم علاقتها المباشرة بعذاباته فهو كان إنسان يعيش في عصر الخرافة والجهل
هنا أتى مفهوم جهنم والعذاب الأبدي كأبن شرعي للديانة المسيحية ليزيد الطين بلة فعذابات الفرد في الدنيا لم تكن كافية حتى يقال له أنه سيحملها في وجود آخر بعد الموت إلى الأبد ..
هنا ضاع الفرد أكثر ووصل مرحلة اليأس .. وهي المرحلة التي ينتظرها رجال الدين حيث أنها الفرصة المناسبة لتقديم الحل وبيعه إلى المحتاجين له .. حيث قدمت لهم العلاج المتمثل بالمخلص مقابل ثمن يدفعونه من ولائهم وطاعتهم وأموالهم وحياتهم المحدودة التي لا تقارن بالأبد المختفي بعد الموت
  

أي أن رجال الدين صنعوا فزاعة خفية وهمية نسبو لها كل عذابات الفرد الضعيف
واخترعوا مشكلة غير حقيقية بهدف تسويق وإنشاء سوق للحل الوهمي
الأمر أشبه بأن تقنع جاهلا بأن إمتلاكه ليدين وبعدد ومزدوج بدل يد واحدة ( وهو الحالة الطبيعية )
بأنه المشكلة .. مستخدما جهله وفصاحتك اللغوية ومكانتك الإجتماعية
ورابطا صورة اليدين الإثنين بجرائم وعذابات بعاني منها الفرد بالفعل فصاحب اليد الواحدة لا يستطيع قتل إنسان خنقا مثلا .. ولا يستطيع السرقة بسهولة وهنا تصبح اليدين الإثنتين أداة للسرقة والقتل
وشر وأساس العذابات
هنا يحتار الفرد البسيط الذي إقتنع بهذه القصة والمشكلة الوهمية فيقوم النصاب بزبادة الطين بلة بإضافة مأساة أبدية دائمة مرتبطة بألم لا يمكن تحمله سببها وجود هذه المشكلة والخطيئة المتمثلة بعذاب أبدي لا يمكن التحقق منه وتأكيده ..
فيصل الفرد البسيط لمرحلة اليأس وهو ما يريده النصاب وعندها فقط يعرض بضاعته على شكل خيارين .. أحدهما مؤلم صعب مخيف ( قطع إحدى هاتين اليدين ) أو جهنم والعذاب الأبدي 
 
أو أن يشتري منهم الخلاص المتمثل ببعض الطقوس التي تضمن وجودهم في كل مناحي حياته والتحكم بها بالإضافة لولائه وطاعته وماله
هنا سوف يجد المسكين أنه من الغباء الفاحش إختيار العذاب الدائم الغير محتمل المتمثل بقطع إحدى يديه على الخلاص والنجاة ولو مقابل ثمن كهذا
ولكن السذاجة الحقيقية تكمن في كونه صدق أن صفاته الطبيعية الصحية هي المشكلة
...تابع القراءة

الفجور الجنسي الحيواني عند الملحدين ..

 خواطر حول الملحد فريز
  ليلتنا فل النهاردة !

  بعد غياب طويل عن الكتابة أحببت أن أعود بموضووع لاذع بعض الشيئ وهو موضوع الفجور والشبق والإنحلال الأخلاقي والإنحطاط الحيواني الجنسي
أو ما يحاول المؤمنون  بشتى الأديان وصم الملحدين به من صفات وكأنها شيئ سيئ أو سلبي وبالمقابل يقومون بعد ذلك بحسد الملحد الذي تم وصفه بهذه الأوصاف.. أي حسده على الصورة التي ألصقوها به هم أنفسهم فيزيدون في شحن الكراهية له التي تنتج المزيد من الإتهامات بالفجور والجنس مرة أخرى وتستمر الدائرة المفرغة التي ليس للملحد المسكين أي علاقة بها .

العقل المؤمن الغيبي الذي لم يسائل ولم يعد النظر في ما ورثه من عادات و تقاليد شرقية و  النابعة من فكر بدائي غريزي أنتج لنا هذه الثقافة وهذا الدين يعاني من الكثير من الصفات التي تبعده باستمرار عن جوهره الإنساني
فالمسلمون على سبيل المثال يمجدون الفجور الجنسي لرمزهم المقدس محمد إبن عبد الله ( رغم نكرانهم لتسميته بفجور جنسي رغم وضوحه ) المتمثل بالمرور على تسع نساء في الليلة ونكاحهن واحدة تلو الأخرى بدون حتى إستحمام أو غسل ..هنا وبسبب تقديس المسلم لمحمد ليس لديه مانع من أن يعتبر هذا  الفجور شيئ عادي بل وأخلاقي ونظيف تماما .. فكل شيئ ممكن في سبيل بقائ مقدسه جميلا ..
ولكن هناك دوما طريقة سهلة وفعالة لاختبار المفاهيم الفاسدة والأحكام المريضة ..
وذالك بعزلها عن الموروث والأفكار المسبقة والبرمجة التي لا يستطيع المؤمن الهروب من أثرها .

لنقرأ سويا :

 حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة

صحيح بخاري - كتاب النكاح - باب من طاف على نسائه في غسل واحد - حديث 4917



 معقولة يتهمني هذا  الفاجر بقلة الحياء ..؟

وهنا نبدأ بافتراض شخصية مجردة إفتراضية ولنقل أن هناك ملحد أسمه فريز يقوم بزيارة سبعة نساء في الليلة الواحدة لممارسة الجنس معهن كلهن ولنقل أيضا أن هذا الفريز يقوم فقط بشطف أعضائه الجنسية بالماء من قارورة بلاستيكية بين كل نكاح والآخر ويتقافز من على ظهر واحدة إلى مؤخرة الأخرى ..

هنا أعتقد أنه ستبدأ علامات التقزز والرفض وربما الغضب بالظهور على وجه كل هؤلاء المقدسين للقصة الأولى
وسيلعنون فجور وسوقية وحيوانية وانحلال هذا الفريز الملحد الإفتراضي الموجود في الصورة الثانية مع أنها أرقى وأنظف بمراحل من الصورة الأولى

هذا جزء من التناقض الذي يلازم الفكر الغيبي والذي يتم ترقيعه من خلال إستخدام التسليم الأعمى لقيم متناقضة وذات عدة وجوه وتدعي ما ليس فيها ..
والمفارقة تكمن في أن هؤلاء الأفراد الذين يعانون من هذا التناقض أعلى الناس صوتا بالمفاخرة والإعتزاز وادعاء قيم مثل الحياء والعفة والطهارة والعذرية والأخلاق
بينمى يكفي حتى تكون هذه العينة نفسها بريئة من أي نوع من أنواع الإنسانية أن الأفراد المنتميين إليها يقبلون ويجدون من الطبيعي جدا أن يكون للذكر الواحد قطيع صغير من الإناث بل ويرون أنه من الحق  الطبيعي للذكر المسيطر على هذا القطيع التصرف بالأعضاء التاسلية لإناث القطيع كله
وفي نفس الوقت تجدونه أشد الناس هستيرية وانفعالا وفقدانا لأي سيطرة أمام موضوع الجنس باعتباره شيئ سيئ ومحرم وعيب ومحظور ومنافي للأخلاق والقيم والحياء الإنساني .


 
 فريز يهرش خصيتيه أثناء تدخينه لفة بانغو


هل هذا الموقف السلبي الذي قد يتحول إلى هستيري سببه بالفعل الإلتزام بكود أخلاقي ما ؟
لا أعتقد ذالك .. ولو كنا بالفعل نستطيع إطلاق تسمية كود أخلاقي على هذه المجموعة المتناقضة من القيم
فأنا أرى أنها لا ترتقي بالفرد لمرحلة الإنسانية بل تسقطه إلى الحيوانية والغريزية وتعيد تشكيل العلاقة بين الأفراد من إجتماعية إلى القطيعية ومن البناء والصانع إلى الصياد والمفترس.

ولكن بعيدا عن هذه المعمعة .. ما هو موقف الملحد من كل هذا ؟
هل هو  بعيد هن هذه التناقضات .. أم أنه أيضا يحمل معه رواسب هذه الثقافة .. ؟
أم لعل الغرائز والممارسات الجنسية والحاجات الهرمونية جزء لا يتجزأ من جانبنا الغريزي الحيواني الذي يروق لنا غالبا التنكر له بغية الإحتفال أكثر بإنسانيتنا ؟

أيا كانت الإجابة فيكفي أن الملحد يضع موروثه وأحكامه في الميزان وفي بقعة الضوء لتكون محط المسائلة والموازنة الأخلاقية على الدوام دون الخوف من تغييرها أو التردد بالقيام بذلك إذا ما اقتنع أنها فاسدة ..
وأعتقد شخصيا أن رفض معظم الملحدين للفجور أو التعدد (لا أعمم) نابع من إعتبار الممارسة الجنسية بدون ضوابط أخلاقية ومسؤولية وعاطفة تفقد الجنس قيمته الإنسانية وتؤدي إلى زوال أي لذة فيه..

والآن إلى النقطة الثانية ..

هل حقا المؤمنون بوجود الجنة والنار و العقاب والثواب منزهون عن هذه الكينونة السلوكية التي يكرهون حتى حدود الهستيريا ..
أم أنهم منغمسون فيها أكثر من أي شخص آخر ولكن بشكل و حالة مرضية تبعا لقانون ( كل ممنوع مرغوب ) بالإضافة لعدم وجود مسؤولية فردية نابعة من الذات . فما يوجههم بالنهاية هي الجزرة والعصى .. الثواب والعقاب  ..

  يا رب تتحرقوا كلوكو بنار جهنم  . بوظتوا المزة !


أعتقد أن للقضية هنا بعدا آخر ..
حيث أنه يجب علينا البحث في لماذا هذه الأمور على الرغم من كونها طبيعية وجزء لا يتجزأ من بنائنا الأساسي البيولوجي  . لماذا هي محرمة وممنوعة أساسا ؟
و من هو أول من منعها وحرمها ولأي سبب يا ترى .. وما هي السلطة التي إنطلق منها في فرض هذا  المنع والتحريم ؟

أعتقد أن التصريح التالي يشرح ذالك  ..

رجل الدين : إفعل ما أقوله لك وآمن به وصدقني واتبعني وستحصل على ما لا تستطيع حتى تخيله من الشهوات .. وإذا رفضت أو حاولت الوصول لهذه الشهوات بدون أذني أو تدخلي كوسيط  فإنك ستحترف وتتألم إلى الأبد ..
صحيح .. نسيت أن أخبرك .. أن كل هذه الوعود والتهديدات مؤجلة إلى ما بعد الموت حيث يمكنك مراجعتي في المكان الذي وصفته لك من خيالي .

والخلاصة التي أريد أن أختم بها هي
أن المؤمن .. والمسلم خصوصا وعلى الأغلب ( لا أعمم هنا أيضا ) ينظر للجنس على أنه خطيئة قذرة وفي نفس الوقت حلم وغاية مطلقة .. فهو يعاني من التناقض الذي يسير حياته ويرسمها , ويضمن إقحام رجل الدين في كل شيئ في حياته ويفرض ويبقي ويثبت سلطته عليها حتى أخص الخصوصيات الفردية.

الكلام داه  حرآم .. بقلك حرآآآآم ..!

وهنا أحب طرح سؤال ..
هل ممارسة التكاثر بين كائنين عضويين عديدي الخلايا ومشاركة السوائل البيولوجية والبروتينية فيما بينهم تحتاج  لكل هذا اللغط والمرج والإنفعال والجهد والحدة والصوت العالي وربما القتل رميا بالحجارة أو برصاصة قاتل تحت مسمى الشرف ..؟

أعتقد نعم ..
وخصوصا عندما تتحول الرغبات الغريزية والممارسات البيولوجية الطبيعية إلى وسيلة سيطرة وبرمجة وتستخدم كجزرة وعصى .. وشي يا حمار ..!
...تابع القراءة

وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ



يسرد القران على لسان الله انه يتفاخر ويمن على قوم موسى انهم حين تركوا اله موسى وعبدوا العجل ندموا على ذلك وتابوا الى الله فقبل الله توبتهم بشرط

اتعلمون ما هو هذا الشرط ؟؟

ان يجعلهم الله فى مكان مظلم ويجعلهم يقتلون بعضهم البعض ضربا بالسيوف بشكل عشوائي حتى يعفو عنهم الله ؟؟

كان الرجل منهم يقتل اخاه وابنه واباه وهو لا يدرى

هل هذا الاله هو منتهى الرحمة والعدل والحكمة ؟؟؟

بعض التفاسير تقول ان الله لم يقبل توبتهم الا بعد ان قتلوا من بعضهم 70 الف شخص !!!

لماذا يا الله ؟؟ الم ياتوك تائبين منيبين ؟؟

الغريب ان الله يذكر ذلك فى نعمه عليهم وكان هذا الامر كان رحمة منه لهم !!

الاغرب انه يذيل الاية بقوله ( انه هو التواب الرحيم ) !

فلتمت الرحمة كمدا ولتنتحر القيم والمثل ان كانت الرحمة والفضائل على هذا النحو !
...تابع القراءة

أين سنذهب عندما نموت ؟




كانت الليلة إستثنائية جدا ومليئة بالترقب .. تحلق فيها كل أفراد العائلة حول جهاز التلفاز في كل بيت حول العالم وتوقفت جميع المحطات لنقل الحدث والتعليق عليه حتى الشوارع التي خلت من الناس شهدت إزدحاما أمام واجهات محلات بيع الألكترونيات لمشاهدة اللقاء الفريد عالميا وتالريخيا.

مرت أسابيع قليلة منذ أن إنفجرت وسائل الإعلام بخبر مدوي عن عودة إنسان من الموت ..
نعم فقد عاد هذا الرجل الذي توفي بشكل طبيعي إلى الحياة بعد مرور أقل عام على دفنه ولا أحد يمتلك أي إجابة أو تفسير لما حدث

بعض الأوساط تبنت نظرية مؤامرة عالمية ومسرحية إعلامية لتوجيه الشعوب والسيطرة عليها من خلال الإعلام
وتوافق المتشككون والملحدون مع هذا الموقف - والذين تناقص عددهم بشكل واضح بعد ثبوت الحادثة بكل المقاييس -
ولم تقنع كل نظرياتهم عن أن هذه مجرد مسرحية هدفها جمع متبعين جدد لدين ما  أحدا فبالنهاية ..
الرجل الذي عاد من الموت لم ينبس ببنت شفة بعد ولم يدعي لا نبوة ولا ألوهية ولم يتحيز إلى دين دون غيره.

لا أحد يعرف شيئ بعد عن تفاصيل رحلته .. كل ما تم التأكد منه بالفعل هو أن المدعو شهيد راجان من الهند توفي بنوبة قلبية وقد تم  التأكد من ذالك وإصدار شهادة وفاة معتمدة في المستشفى المركزي في محافظته وتم دفنه بحسب الشعائر المسيحية لعائلته .. وقد تم التأكد من الأطباء والشهود .. الموضوع مؤكد لقد مات وبالفعل عاد إلى الحياة.

وبعد مرور تسع أشهر وأثناء منتصف الليل دفع رجل أشعث الشعر  باب مخفر الشرطة وارتمى على أرضه يصرخ وهو مغطى بالوحل والذهول والرعب على خلفية موسيقية من الرعد والمطر من خلفه : إنه حي..  إنه حي ..!
كان أحد لصوص القبور يحفر قبر شهيد راجان طمعا في سن ذهبية أو خاتم زواج ولكنه فوجئ بعيد فتح التابوت بالجثة تفتح عينيها الجافتين وتصرخ بصوت مدوي ..

لم يمضي وقت طويل حتى إجتمع أهل المدينة في رعب شديد حول القبر المفتوح كل يحمل سلاحا ويستذكر كل أفلام الرعب التي يستيقظ فيها الأموات ويلاحقون الأحياء ولم يحمي شهيد الذي ظل قابعا في تابوته صامتا فاغر العينين إلا بضع رجال من الشرطة إعتقدو أنه شخص آخر يقوم بمقلب ما .. منذ ذالك اليوم إسترجع شهيد حيوية جسمه حيث غذى المطر الهاطل ذالك اليوم عروقه وعادت الحياة لذالك الجسد المتهالك بالتدريج مع الرعاية الطبية التي قدمت من عدة جهات ومنظمات عالمية ..

في نفس الوقت إنشغلت كل وسائل الإعلام بهذه المعجزة وتسابق رجال الدين تارتا لإعلان نهاية العالم وتارة إلى الاحتفال بوصول المخلص الجديد وغلب على الرأي العام التركيز على الجانب الديني وانتشرت المناظرات الدينية والقنوات الدعوية والأديان الجديدة التي تمحورت حول هذا العائد الغامض .

تفتتح قناة تلفزيونية على كل شاشات التلفاز في الواجهة برنامجها بموسيقى حماسية وصور للرموز الدينية ويظهر المذيع بين عدة رجال يرتدون قبعات مضحكة.

- الحياة والبعث .. الله وإرادته الغامضة ويده التي تصنع المعجزات حتى في هذا العصر الحديث .
هل عاد زمن المعجزات ؟ .. هل يحاول الله التواصل مع البشر بعد هذا الصمت الطويل ؟ .. ولماذا اليوم بالذات .؟  وما هي الرسالة الجديدة التي يحملها لنا شهيد من العالم الآخر .. أسئلة كثيرة تحوم حول العالم وتحتاج إلى إجابة ومعنا في الستوديو مجموعة من الشيوخ ورجال الدين في محاولة لاستقراء الحدث.

- هذا كلام غير دقيق " يبدأ الشيخ بالكلام " هذا العبد الصالح لم يأتي برسالة جديدة فكلنا يعرف أن محمد كان آخر الانبياء والمرسلين من الله تعالى إلى بني البشر .. وما قدومه وبعثه إلا تأكيد على حقيقة هذه الرسالة.

- إن الحمد للرب والملكوت له .. " يقول مبعوث الفاتيكان " هذا دليل على صحة رسالة أبن الأنسان فقد تجلت معجزته في قيامة هذا العبد المسيحي الصالح ليثبت للجميع بطلان كل ما أتى من بعده من بدع وضلالات .

- يدخل الحاخام على الخط : هذا كلام فاسد .. فعودة هذا الإنسان إلى الحياة من البرزخ معجزة تعلن أنه المسيح المنتظر من بني إسرائيل ودليل على بطلان كل الأدعائات والأباطيل التي أتت بعدها .. لقد وصل مخلص اليهود أخيرا وسينعم شعب الله المختار بالعزة والعدالة الإلاهية من جديد .

- رفع رجل رابع بقبعة مضحكة مصنوعة من ورق الألمنيوم إصبعه وقال : لقد خسئتم جميعا .. كل أديانكم خرافات من العصر البرونزي وهذه هي أول معجزة حقيقية موثقة بالدليل وهي دليل على دين البعث الجديد الذي يحمله لنا النبي الحقيقي شهيد تبارك جثمانه الحي الطاهر.


لم يمض وقت طويل حتى بدا الضيوف في المشاجرة والعراك في ما بينهم والمعلق بينهم يتلقى نصيبه من اللكمات والصفعات محاولا تفريقهم عندما إنتقلت الصورة إلى مذيع آخر في جانب آخر من الأستوديو بحاجب مرفوع  ليعلن إنتقال البث لنقل المؤتمر الصحفي مع شهيد راجان وفي الخلفية يمكن بوضوح سماع الشتائم ورؤية تطائر بعض قطع الأثاث والقبعات المضحكة.

كانت القاعة كبيرة وفي الحضور عدد غفير من رؤساء الدول ورجال الأعمال ورجال الدين والبعثات العلمية بل وحتى الماسونيون كانو موجودين هناك وكان يجلس على الطاولة في المنتصف شهيد مطأطء الرأس و تبدو على ملامح وجهه الشاحب وعينيه الغائرتين ملامح الصدمة والرعب وأمامه ميكريفون منحني بتواضع وسكون .

تقدم أشهر مذيع برامج في العالم إليه بخجل وحذر :

- سيد شهيد راجان .. هل تستطيع إخبارنا عن العالم الآخر .. الجنة والنار والله والحساب ..؟

رفع شهيد عينيه ببطء ونظر إلى الحشود المترقبة وتغيرت نظرته إلى نظرة شفقة وسخرية وبعد مرور دقائق من الترقب تكلم للمرة الأولى منذ عودته للحياة

- تريدون معرفة ماذا يوجد بعد الموت ؟ .. حقا ؟
سأخبركم بما عرفت ورأيت .. في البداية صنع الله ثلاثة صناديق ملونة الكون و الجنة و النار ..
وكان يلعب لعبة غريبة .. كلما مات إنسان وخرج من صندوق الكون رمى الله النرد .. وعلى نتيجة النرد كان يقسم الناس بين صندوق الجنة الأخضر  وصندوق النار الأحمر ..
منذ ذالك الوقت كبر الله وترك ألعابه السخيفة وأصبحت الجنة والنار والكون منسية كصناديق قديمة مصفوفة فوق بعضها في سقيفة بيت مهجور ..


عم الصمت القاعة .. بل عم الصمت العالم كله لبضع دقائق مضت كأنها دهور .. وسأل المذيع مرة أخرى ..

- إذن .. إذن أين سنذهب عندما نموت ؟

- عندما يخرج الناس من صندوق الكون يسقطون في الصندوق الأحمر الذي تحته ..
كل من مات وسيموت سيذهب إلى الجحيم .. كلنا سنذهب إلى الجحيم .
...تابع القراءة

المسيحي .. انسان منحط



ان تكون مسيحياً يعني ان تكون منحطاً. المسيحي يكره "اللامسيحي" "الخروف الضال"المسكين الذي يؤمن بأنبياء كذبة وبألهة خيالية. فقط اله المسيحي حقيقي, فقط اله المسيحي منطقي. المسيحي ينظر الى غيره بأستنكاف وعلو لا مثيل له وهو يصدق الخرافة اليهودية الاصل بأنه احد أبناء "شعب الله المختار". المسيحي يعتبر نفسه "متحضراً" و"متنوراً" و غيره "متخلفاً" و "بدائياً".

المسيحي الذي ينعق كغربان المقابر بتعاليم ديانته السمحاء مثل "احب لأخيك ما تحب لنفسك" لا يفصح عن ان الاخ المقصود هو من كان مسيحياُ مثله. هذه الحقيقة تطمس "عن قصد" لكي يظهر الذئب بهيئة الحمل.
المسيحي متسامح, طيب ومتواضع. خرافات نجحت المسيحية في خداع البشرية بصحتها واصبحت مع الاسف عنوان المسيحية في العالم المعاصر وهي منها براء. المسيحية لا تعرف الطيبة والسلام كما يحلو لكلاب الكنيسة ان يزمجروا. المسيحية قائمة على العنف, اشد انواع العنف. اذا كان الاسلام يعكس قيم العنف على الاخرين فالمسيحية توازيه من حيث انزال اقسى انواع العنف بالنفس. رجل الكنيسة يصب جام غضبه على نفسه اولاُ, يحرم نفسه من احتياجاتها الطبيعية "التي من المفروض ان يكون الله خالقها". بدل من ان يميز نفسه عن الحيوان ويسيطر على شهواته كالبقية الباقية من البشر السواسية تراه يحاول قتل رغباته وكأنها نجاسة يجب التخلص منها. ولأن الرغبات المكبوتة لاتستكين فهو في صراع مستمر يبدأ مع نفسه ثم يوجه جام غضبه الى الاخر وبطريقته, بمواعظه عن "الخطيئة" و"النار" و"العذاب الابدي" الذي سيلحق بكل من لايؤمن بمن صلب مع اللصوص قبل 2000 عام.
العيب ليس في المسيحيين, العيب في مسيحيتـهم, في كتبهم والهتهم . العنف البشري لا يكون بأسم الدين الا اذا كان في الدين متسع لأحتواءه. ولنا في تأريخ المسيحية المظلم الكثير الكثير من الامثلة على جسامة الشرور التي اقترفتها
المسيحية لا تناقش ولايهمها الاقناع. المسيحية كغيرها, تحارب ما يهدد سطوتها وسلطتها وتأثيرها ولها في هذا رجال او بالاحرى مجرمين ينفذون مخططاتها. كل من لايؤمن بما تقوله المسيحية ممثلة بالكنيسة فهو زنديق حلت عليه اللعنة واستُبيح دمه . كل من لم يؤمن بسخافة الخلق والصلب والقيامة ملعون يحُرق. كل من يستعمل عقله مارق عن الدين يُقتل. السبب الوحيد الذي يجعل من المسيحية اليوم ديانة "اقل" عنفاً عن ذي قبل هو الانقلاب الذي قامت به الشعوب الاوربية للتخلص من هذا الصنم الدي جثم على صدورها لقرون طويلة. فعندما وجدت المسيحية نفسها معرضة لخطر الهلاك والزوال اختارت اهون الشرين, اخذت تستعطف العقل البشري ان يبقي عليها في زاوية صغيرة تمارس طقوسها "بسلام". اصبحت كالكلب الشرس الذي تعرض لضربات صاحبه الموجعة واستكان الى الهمهمة خوفا وليس مهابة.
المسيحية فلسفة شريرة لأنها تستأصل الطبيعة الانسانية من الانسان, وهل يوجد شر اعظم من هذا؟. المسيحية فاسدة لأنها بهذا العمل تخلق بشر غير سواسية, بشر يعكس الحرمان الذي يعاني منه بسبب مسيحيته, يعكسه على بشر اخرين, ولنا في فظائح الاعتداء على الاطفال في كنائس الكاثوليك مثال. المسيحية منافقة لأن من ينعق بالدعاء "طوبى للفقراء لأنهم ملكوت الله يرثون" يجلس على رأس احدى اكبر امبراطوريات المال في العالم. المسيحية فلسفة حرب, اولم يقل المسيح "اتيت لأفرق بين الاب وابنه", اليس هو القائل "ما جئت لألقى سلاماً بل سيفا".الم تغزو جحافل الاوربيين القدس يموافقة ومباركة بابوية؟
ان تكون مسيحياً حقاً معناه ان تكون مغروراً, أنانياُ, شريراُ, فاسداً ومنافقاً.
ان تكون مسيحياً تكون منحطاً.
...تابع القراءة

صليب العار



"صُلب المسيح من اجل خطايانا"! لاأذكر كم مرة قُرئت على مسامعي هذه "الحقيقة" التي يقوم عليها معتقد اكثر من مليار انسان. الخطايا هنا تشمل اول ما تشمل "الخطيئة الاصلية" وهو تعبير "بولسي" وليس " يسوعي" عن "الخطيئة" التي ارتكبها ادم وحواء بعدم اطاعتهم الله وبالتالي استحقوا اللعنة وكل الجنس البشري من بعدهم.
المحزن في الامر ان هذا الكلام يمر مرور الكرام على الاسماع ولا اجد احداُ يتسائل عن سبب تحملنا خطيئة انسان اخر. هل يجوز ان نجرّم انساناً لمجرد كون ابيه او جده مجرماً؟ هل من المعقول ان يكون القانون الوضعي- الذي يحاسب مرتكب الجريمة فقط وليس كل من يمت له بصلة- اعدل من القانون "الالهي"؟ اليس كل شخص مسؤول عن افعاله؟ هل من المعقول ان نطالب بعقاب شخص ما لمجرد ان شخصاً اخر ارتكب الجريمة؟
عقدة "الخطيئة الاولى أو الاصلية" ضرورية جداُ رغم عدم معقوليتها وتفاهتها, فالعقيدة المسيحية تستند الى فكرة وحيدة هي "المسيح المخلص" والسؤال هو "الخلاص من ماذا؟" هنا يأتي دور الخطيئة وغرس قناعة الخطيئة في كل أنسان لتبرير الحاجة الى من ينقذه او "يخلصه" و نجد هذه الفكرة واضحة جداُ في رسائل "بولس" حيث تظهر على شاكلة " كل انسان خاطئ"و "الولادة الجديدة بالمسيح". وهنا يأتي دور البطل المسيح الذي "ضحى" بنفسه تارة و"قدمه" الله "كفّارة" للبشرية تارة اخرى واصبح صليب عيسى رمزاُ للخلاص لايأتيه باطل ولا يخيب من يلتجئ اليه. وكأن الله يحتاج الى مثل هذه المسرحية ليغفر للبشر. او كأنه ليس المتسبب بالخطيئة ثم يعود فيحملنا جميل غفرانها؟ هراء مسيحي وشر رسولي وحماقة بشرية تمخضت عنهم فضيحة الموت على الصليب لغفران الخطايا.
المسيح الذي مات على الصليب لم يغسل ذنوب البشرية ولا خطيئتها "الاصلية". المسيح مات لأن الكهنوت اليهودي اراد التخلص من الخطر الذي كان يمثله على سلطته اما خرافة الخلاص وغفران الذنوب الذي تم على الصليب فلم يكن اكثر من حيلة قذرة قام على اثرها كهنوت اعتى واشد خسة من كهنوت بني اسرائيل. صليب "الخلاص" هو صليب عار لأن من يظن نفسه خاطئاً بسبب حماقة الزوج الاول يستحق عار الأستجداء بخشبة الصليب, من يظن انه بحاجة الى مخلص يحتاج بألاحرى الى من يخلصه من "المخلص", يحتاج الى من يبعث في نفسه الوضيعة بعض الثقة والعزة, يحتاج الى ان يرى انه ليس بمريض, بل ان الدعاية المسمومة اقنعته بهذا الهذيان ثم راحت تعرض عليه الدواء المزعوم حسب شروطها فلكي تبيع الدواء المزيف يجب اولاً ان تقنع الناس بأنهم مرضى وهذا بالضبط ما فعلته الكنيسة .
...تابع القراءة