عشتار ونصف رجل


يُغريها هدوء المكان ، باحثة عن أسباب المتعة معه ، كل عرق فيها كان نابضاً من وطأة الحب وشدة الظمأ
تريده بشدة ، مالها ووعظ الناسكين وإرشاد المهتدين ، ومالها عن فصل الروح عن الجسد
يَعُزُ عليها تقاطر الليالي معه هدراً دونما لقاء ، إنه زمنٌ مقسوم لها، وحبه كان قيداً يُلزُها من أول يوم عرفته
قالت له : أحبك اعترافاً وإذعاناً وإخلاصاً ، أحبك رغم تلاعبك ، رغم فرحك في تعذيبي
قالتها وهي تعرف أن لارجوع عن الصواب دونه ، حتى جسدها لجلاله تابعاً مملوكا
طال توددها ، وطال نداؤها ، أما هو فكان حجراً أصماً أصلدا ، ما وصل منها اليه رسول ، وما رأى بين رمشيها نجمة ، وما استراحَ عناؤها من اللهاث خلفه لحظة
قالتْ وقالتْ ، وما نالتْ منه إلا ما نال المشرقُ من المغرب .
سكتتْ وسكت ، انحنى للخلف قليلا ، نظرَ إلى ساعته المعطلة ، أشعل سيجارة رخيصة ..
������
ثم انهمرتْ عيناه بالدموع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق