دموع لا تنهمر (( حلقات مسلسلة ))

(( الحلقة الاولى ))

ارتفع رنين الجوال وتعاقب الإتصال ، تنحى المهندس ناجى جانبا ، وتلقى كلمات قليلة جعلت وجهه شاحب ، وغادر موقع عمله مسرعا ، بعدما ألقى بتعليماته لمساعده ، موصيا اياه بتقديم طلب أجازة للإدارة ..

استقل ناجى سيارته وعقله شارد .. حاول الإتصال بزوجته مرارا ولم يتلقى أية ردود مما ضاعف من حدة قلقه وبات الطريقأمامه كمدى لا ينتهى ،
ولم يدرى الا وهو امام موظف الاستعلامات بالمستشفى ..

- من فضلك مدام غدير شاكر فى أى غرفة ؟؟
- الدور الثالث بغرفة العناية المركزة .

لم ينتظر وصول الأسانسير ، وطوى السلالم تحت قدميه .. منعه الأطباء من الدخول .. فوقف ينظر إليها عبر الحاجز الزجاجى ، فهاله وجهها الشاحب البعيد عن الحياة .. لم تدم حيرته طويلا ، حتى خرج الطبيب المعالج لها ، فوقف بلهفة يسأله عنها .. وعندما علم الطبيب أنه زوجها ، اصطحبه إلى غرفته الخاصه سائلا إياه ..

- أحدثت أى خلافات بينكما ؟؟
فأجابه ناجى بعد أن ازدادت حيرته ..
- أبدا فقد أنهيت أجازتى الأخيرة منذ أسبوع وكعادتى معها أحدثها يوميا وأنا بعملى وأطمئن عليها .. مابها أرجوك أخبرنى
- إنهيار عصبى حاد
- إنهيار عصبى !! لماذا وكيف حدث ألم تخبرك بشىء ؟؟
- تأمله الطبيب برهة ثم كاد أن ينطق بشىء ولكنه أحجم وهمس مرددا لاشىء .. ثم أكد على منعه للزيارة بالوقت الحالى وحتى تتحسن قليلا ..
أثار تردد الطبيب ونظراته شكوك ناجى ولكن أمام حسم الطبيب لإنهاء الزيارة بوقوفه ومد يده إليه لم يملك ناجى سوى أن يتلقى يده وينهض شاكرا إياه ..ثم عاد يتطلع إليها عبر الحاجز الزجاجى راجيا أن تفتح عينيها وتراه .. وظل واقفا حتى طلبت منه الممرضة الذهاب على أن يعود فى صباح اليوم التالى .


((( الحلقة الثانية )))

غادر ناجى المستشفى متجها لمنزلهما .. أدار المفتاح وما إن دلف داخلها ،

حتى شعر بفيض دموع حبيسة انهمرت من عينيه قلقا وحبا

لزوجته .. فهى كل ماله بالدنيا منذ أن تزوجا ، وكان احتفالهم بعيد

زواجهما الثالث بالشهر الماض ، مثار حسد وفرحة الكثيرين من الأقارب

والأصدقاء .. وبرغم أن الله لم يتم سعادتهما بطفل ، لكن سعادته بحياتهما

كان يفوق أى إحساس بالحرمان من الأطفال .. وكانت له نعم الزوجة

الهادئة ، العطوف ، والتى أبدا لم تتذمر من بعده عنها ، لظروف عمله

كمهندس جيولوجى ، الذى يقتضى تواجده بمواقع البحث والتنقيب عن

البترول .. وأجازته لا تتعدى الأسبوع من كل شهر ، ولكنه كان يحرص

على أن يجعلها ملكة ليله ونهاره ، ويجوبا خلال اسبوع أجازته كل الأماكن

التى تريدها هى ..

ألهبت دموع ناجى وجنتيه ، وهو يتذكر حركاتها وسكناتها بالمنزل ..

فمسح وجهه ، ومضى لحجرة نومهما ليبدل ملابسه ، ويستلقى داعيا أن

يراها بخير فى الصباح .. وحين دخوله للحجرة وجد جهاز اللاب توب

الخاص بغدير على السرير مفتوحا ، فهم بإغلاقه ولكن استرعى إنتباهه

ملف مكتوب عليه " خاص " ففتحه ظانا أنه يحمل صورهما الخاصة بعيد

زواجهما الأخير وغيره .. ولكن ما إن بادر بالضغط على أيقونته ورأى مابه

، حتى جحظت عينيه ، وتصبب العرق من جبينه، ودارت الدنيا من

حوله ..

(( الحلقة الثالثة ))

ارتدى ناجى ملابسه وهواجسه تقتل مابقى من ضى بعقله .. وقف أمام مكتب الأمن بالشركة يطلب الأذن بالصعود إلى إدارة زوجته ومع سرعة تلبية طلبه أيقن مكانة زوجته ..


تعالت الدهشة على وجوه زملاءها وزميلاتها وأحس برغم الأحترام المرسوم على وجوههم إلا أن هناك نظرات كانت ترشقه فى ظهره ..
حاول أن يستشف من بين أفواههم سبب انهيار زوجته إلا أن الصمت ران على الوجوه ..

استقبله مدير الأدارة متمنيا لها بالشفاء العاجل وعرفه على زملاء مكتبها فقامت سوسن ومرت به نحو زملاءها معرفة كل واحد بأسمه بدءا بأدهم الذى مد ناجى يده له وهو يتأمله ولم يتركه أدهم إلا وهما يحتسيان القهوة سويا وبرغم ما اعتمل فى نفسه بمجرد سماع اسمه إلا أنه أمام حسن خلقه لم يكن قادرا إلا على الإنصياع له ..

وفى طريقه للخروج قدمه أدهم لباقى الزملاء وبأصابع باردة مدت ابتسام ومنى يدهما.. ولمح نظرة التهكم فى عيون حسام وجاسر

ازدادت الطعنات فى كل جسده فانسحب مسرعا استوقفه ادهم قائلا ..

-من فضلك يا باشمهندس ناجى لو احتجت أى شىء لا تتردد فى الاتصال بى ثم مد يده بكارته الخاص .

غادر وهو لا يعى شىء ولم تسفر زياراته عن كشف أسباب انهيار غدير ولم يجنى سوى تلك النظرات التى لمحها بعيون زملاءها وزميلاتها والتى أقلقت مضجعه .


الحلقة الرابعة
مازالت غدير تفيق لحظات وتنهار اكثر وقف أمامها يتساءل أهذه الضعيفة المنهارة زوجتى أم هى تلك التى فى عيون الآخرين وبملفها الخاص جدا ..
وأخرجت مذكراتها لسانها له بل أنا هى بكل كلمة وحرف فأنا نبض خلجاتها لحظة بلحظة ...

وتراءات كلماتها ومغامراتها أمام عينيه واستعاد حكاياتها عن أولى ضحاياها منى

من بداية عملها وكل من بالإدارة يردد أسم منى فلم يكن اعتماد المدير عليها مثارا للدهشة فهى مثال الموظفة المجتهدة المكافحة وبرغم جمالها المتوسط إلا أن الجميع حاول خطب ودها لتواضعها واحترامها لذاتها ولمن حولها ...
وابتدت النيران تجد مرتعها بقلب غدير حاولت ابراز مواهبها العديدة إلا أن العيون كانت مسلطة على منى وتحالفت مع الشيطان واستخدمت سلاح انوثتها لتصل لما تريد ..
واستيقظوا جميعا على خبر نقل مديرهم ومجازاة منى بتحويلها للتحقيق لاختفاء مستند هام كبد الشركة خسائر كبيرة ..

وانطلقت غدير تشق طريقها بذات السلاح ..

ومع نهاية ماقرأ ناجى شعر بتقلص عضلاته ورغبة بالبكاء لم تتم .. ولم يدرى أنه فى ذات اللحظة كانت دموع منى منهمرة عندما تذكرت ماحدث لها وعجزت الأيام عن أن تنسيها إياه .


( الحلقة الخامسة )

تساءل ناجى عن سنواتهم معا وكيف لم يزعجها غيابه ولم يثر أبدا امتعاضها وظن وقتها أنها لاتريد تعكير صفوه لذا لاتفضل أن تظهر ضيقها من سفره المعتاد ..

ولكن مارآه أكد له أنها كانت تفضل غيابه كى تقوم بمغامراتها الرخيصة وأنها لم عاشت أوقاتها بعيدا عنه مابين شات ودسائس ومؤامرات للنيل بمزيد من العشاق المزعومين ..

أخذ ناجى يتنقل بين قراءة اجندة مذكراتها وبين محادثات الشات التى تحتفظ بها لغرض بنفسها .. ووقعت عيناه على محادثة بينها وبين مديرها فتراءت أمام ناظره صورته بشعره المصبوغ وقميصه الوردى وبرغم الهيبة التى كانت تدعيها سنوات عمره الطويله إلا أنه أحسه عاريا من كل هذا ..وصدق حدسه عندما قرأ كلمات بينه وبين غدير لا تقال إلا فى العلاقات الخاصة فتلاعبه وتلاطفه وتارة تتصنع القسوة عليه فيتحول بين يديها لطفل يستحلفها بكل مالديها أن ترضى عنه ويمنيها بالترقية التى تسعى إليها ويقسم لها أنها ستكون أول ورقة تحوز على امضاءه بالصباح الباكر فتبدأ كلماتها تميل للملاطفة مرة آخرى .. ثم يجده يذكرها بوعدها له بالقاء خاص فيما بينهم وأن صبره كاد أن ينفذ.. فتعاجله بتذكيره بكونها متزوجة وأنه يجب أن يكتفى بمناغشاتها له بالعمل وحديثهما سويا ولهيب مشاعرهما طوال الليل .. ويصمت مديرها متصنعا القناعه ولكنه كأى رجل وجد امراءة تساهلت بالكلام فيمنى نفسه بيوم تتساهل به بالفعل كتسلسل طبيعى لمن ترتضى التنازل ..

اخذ ناجى يفكر هل اصبحت الخيانة جسدا فقط هل بنها أن ما تفعله بالكلمات والإيحاءات لا يعد خيانة !! هل حدثت متغيرات فى الحياة لم يكن يعرفها جعلت الزوجات لا يحرمن اللين والخضوع فى القول !!
وتمعن مرة آخرى بكلماتها المحتفظة بها فأدرك أنه كزوجها لم يسمعها منها قط .

(( الحلقة السادسة ))

بصق جاسر وألقى بالماء البارد على وجهه كأنه يطرد أشباح الماضى منه .. وعبثا جاءت محاولاته فلم يستطع أن يغمض عينه عن صورة ناجى زوجها والتى جعلت ذكرياته مع غدير تتداعى أمامه ..
وتراقصت كلماتها وهى تشكو له ظلم اليام والقدر لهما وأنها لا تطيق العيش مع زوجها وتتمنى وجودها بجانبه هو ..
وتكررت اللقاءات بينهما بعدد مرات انجازه لعملها حتى كاد أن يضع توقيعها بخطه هو كى لا ترهق أصابعها .. وتذكر أشعاره التى كتبها لها يتغنى فيها بحبه وبروعتها وباستمتاعها وهى تنصت له متمتمتا بكلمات الإعجاب والوله بكل ما يكتب ..

وسخر من سذاجته التى جعلته يصدقها مما جعل صدمته تقصم ظهره وقتا طويلا .. وتذكر يوم أرسلته لانهاء بعض أعمالها خارج مكتبهما ولكنه بمجرد نزوله الدرج عاد متذكرا نسيانه لبعض الأوراق المكلف بها .. وما ان هم بدخول المكتب وجد المدير يحادث غدير فتراجع قليلا حتى لا تراه وسمعه وهو يتوسل إليها كى تحضر لمكتبه وهى تتدلل وتزيد نيرانه حتى كاد أن ينحنى ليقبلها فدخل الغرفة متجاهلا وجود المدير وكأنه لم يره فهب واقفا .. مغيرا مجرى الحديث بينه وبينها ..
-لا تنسى مدام غدير الملف جهزيه واعرضيه على قبل الإنصراف ..
ثم نظر لجاسر وانصرف ووجهه ممتقع ..

تبادل جاسر معها النظرات قائلا ... لماذا ؟؟

نظرت إليه كأنها انتهت من سيجارتها ولم يتبقى سوى عقبها واشاحت بوجهها عنه ..فهى لم تعد تحتاجه بعملها فقد آتى المدير ليبشرها بترقيتها كنائبة للمدير العام ويذكرها بضرورة تنفيذ وعدها له كما نفذ هو وعده ووصى بترقيتها ..

أحس جاسر ببصقة تلح عليه وكأنه يتطهر من دنس روحها الذى لفه وقتا ليس بالقليل ..

وكان ناجى بذات الوقت يقرأ كلماتها عن جاسر لتنطلق منه عبارة

"يالكِ من شيطانة "



(( الحلقة السابعة ))

وقف ناجى ينظر إلى جسدها المسجى تحت رحمة الأجهزة والعقاقير ..

باغتته الممرضة قائلة ..

- الحمد لله هى كانت فين والآن أفضل بكثير من يوم ما جت معاكم ..

وجم ناجى وتذكر انه لم يرى تلك الممرضة من قبل فظنته هى أحد زملاء غدير الذين أتوا بها من المكتب ..وواصلت كلماتها قائلة ..

- دى حتى بعد ما جيبتوها ومشيتوا فضلت تصرخ وتقول نفس الكلام انت مين وفاكر نفسك ايه انت ولا حاجه وفضلت على كده لحد ما المهدىء

اللى ادهولها الدكتور عمل مفعوله ونامت ..

حاول ناجى مجاراتها قائلا ..

- يمكن زعلانه مع جوزها هى ما قلتش اسم الشخص ده ايه ؟

تسرب الشك إلى قلب الممرضه وهى تنظر للهفته لمعرفة الإسم ثم قالت

- لا لم تقل شيئا وتركته وانصرفت .

من هو تساءل ناجى أعاد على نفسه كلماتها وأحاديثها المحتفة بها وتجول بخاطره بين ثناياه وحاول جاهدا تذكر تفاصيل شخصيات زملاءها ولم

يلح على مخيلته سوى صورة أدهم باتزان كلماته ورجولته الواضحة ..

قطع حبل تخيله صوت الممرضة وهى تستدعيه لمقابلة الطبيب المعالج

فدلف لحجرته واستمع لتطور حالة زوجته ولنصائح الطبيب بأن لا يعرضها لمواقف تثير انفعالها ..وتؤثر على حالتها

أومأ ناجى برأسه للطبيب متجاهلا حمم بركانه المتدفقة من خلايا رأسه

..ثم استأذن وعاد إليها ..فوجدها مشيحة بوجهها للجانب الآخر وما إن شعرت بوجوده حتى التفتت إليه وحاولت أن تمسك يده فترك قطعة من الجليد بين يدها .



(( الحلقة الثامنة ))




بات ناجى تنازعه كرامته ومن جهة اخرى انسانيته ، وبرغم بلوغ السيل




الزبد لديه ،




وبدأ فى تنفيذ مشورة الطبيب إلا أنه حاول استخدام عقله كما اعتاد دوما




اتصل بمساعده بالعمل طالبا منه مد اجازته اسبوعا اخر



عله يجد هناك مايسرع بشفائها ثم قام بزيارة خاطفة لمقر عمل زوجته ثانية .



سأل عن ادهم فأجابته ابتسام انه فى مأموريه عمل بالخارج فطلب منها ان يجلس معها قليلا



فأومئت برأسها موافقة فجلس بقبالتها وسألها عما منعهم عن زيارة غدير




اسفة جدا ولكنك تعلم مشاغل العمل والبيت ولكنى سأزورها بأذن الله -




من فضلك ِ اخبرينى بالسبب فى احجام الزملاء عن زيارتها -



ترددت قليلا وبان على وجهه مشاعر متضاربة ولكنها أجابته




لمدام غدير طبائعها الخاصة بحدتها الشديدة ، ولذا لم تترك احدا بالإدارة إلا وكان -



هناك موقف أو يزيد بينهم والويل لمن يعاديها ثم صمتت برهة وكأنها تتردد فى قول



شىء ما إلا أن نظرات ناجى الداعية لها بالحديث جعلها تفتح فاهها ناطقة




لذا كادت ان تفتك بأدهم عندما تجاهلها وارغت وازبدت وهى تهدده قائلة -



لم يخلق بعد من يتحدانى و يقول لى لا""



حينها تركها أدهم وغادر الغرفة فظلت تصرخ وتصرخ حتى سقطت مغشيا عليها.



مزق الالم جسد ناجى ونطق بصعوبة معتصرا شكوكه



- ارجوكِ ساعدينى مدام ابتسام ، حالتها تسوء بشدة



وطلب الاطباء ايجاد الجو الصحى حولها .



وعدته ابتسام خيرا وهاتفت منى وباقى زملائهما بعد مغادرة ناجى الإدارة



وحاولت بقدر امكانها اثارة روح الشفقة بداخلهم حتى هدأ البعض



وزارها البقيه منهم على مضض.





الحلقة التاسعة
تماثلت غدير للشفاء وغادرت المستشفى واصطحبها ناجى الى المنزل
برفقة امها التى
مكثت يومين وانصرفت بعدما اطمئنت على ممارسه غدير لحياتها الطبيعة
.
برغم تفادى ناجى وغدير للنظرات المباشرة الا انها ارتابت كلما تلاقت العيون
وشاهدت وجهه ذو الشمع الصامت
جلسا للعشاء سويا وقد تزينيت ووجهها يسترد بعض نضارته وبالرغم من هذا
تعجبت من عدم محاولته الاقتراب منها سواء بالكلمات او باللمس وباغتته فأمسكت يده
وجفلت من كونه مازال يحيا برغم برودة الموتى المنبعثة منها .
ربت عليها واعلنها باعتزامه اقامة حفلا غدا بمناسبة شفائها وسيدعو اليه اصدقائها
حاولت التذرع بالمرض ولكن دحض جميع ذرائعها أنكِ لن تفعلى شىء
فأنتِ اميرة الحفل .
ولمح اليها بهدية خاصة منه فوافقت على مضض لحرصها على فتح صفحة جديدة
مع نفسها , حامدة ربها ان الموضوع انتهى عند هذا الحد ولم يعرف سبب انهيارها .
بدأت غدير اتصالاتها بجميع الزملاء والزميلات بادئه دعوتها بلمسة اعتذار رقيقة
لم يملكوا ازاءها الا قبولهم للحضور .
منذ الصباح وناجى بالخارج يجهز متطلبات الحفلة ولم ينس اعداد خاص لهديته الثمينة
فأحضر علبة قطيفة كبيرة ودس فيها هداياه واغلقها بأحكام وزينها بالورود .
ووضعها بدولابه الخاص ,
ارتاح ناجى قليلا ثم نهض يعد نفسه لاستقبال ضيوفهم وابتدأ التوافد
ووقف يرقب النظرات

( الحلقة العاشرة )



تلاقت عينا غدير وادهم الذى تثاقلت قدماه عند الدخول واهتزت غدير


لملمس يده واسرعت للداخل لتعد اللمسات الاخيرة للحفلة وباغتتها ذكرياتها


تراءى لها كيف بدأ نجم ادهم فى البزوغ ومدى حب الجميع له


ونجاحه باكتساح فى عضوية مجلس الادارة وكيف استطاع جذب الجميع


برجولته وحسن خلقه


ولم تستطع صبرا فبدأت تلقى ببعض شباكها عليه


وهو يفلت منها المرة تلو الاخرى ولاتفارقه ابتسامته .


ونجحت السنارة فى اخذ رقم هاتفه وتبادلا الكلمات بعد انتهاء مواعيد


العمل بمرح وود .


اصطنعت غدير المرض وتغيبت لمدة ثلاثة ايام فهاتفها ادهم فطلبت


منه الحضور معطية اياه عنوانها .


اعترض ادهم ولكنها لم تمكنه من هذا بل واثارت فيه تحديه لنفسه .


وما مرت ساعة الا وكان يطرق بابها وتستقبله بابتسامة بها


بعض السخرية قائلة


- اخيرا حضرت يا ادهم بيه


وبابتسامة لاتغادر شفتيه


- أؤمرى مدام غدير

- اجلس اولا


ونظرت مليا فى عينه تحاول ان تستشف فيها اى رغبة


او اشتهاء فوجدتها كما هى لايظهر بها اى شىء .


تعجبت منه وابتدأت كلماتها تميل للتلميحات الانثوية عله يتشجع


ويتواصل معها بالحديث الا انها فوجئت بنبرته تتغير قائلا


- مدام غدير ماذا تريدين


- ثوانى ادهم عندما تشرب الشاى


استأذنته كى تحضره له وغرورها ينهش فى جسدها .


ناداها ناجى فانتبهت من شرودها وبدأت تستعيد القليل من رباطة جأشها


عائدة للاحتفال





(الحلقة الاخيرة )

جلس ادهم على المقعد فشعر بعمود نيران يشتعل بداخله وتألم لكونه




جالسا على هذا المقعد مرتين فى ايام قليلة .



وتذكرها وهى تضع الشاى امامه تفضل يا ادهم



رفع رأسه وهو يستنشق عطرا هز وجدانه .



وكان غرورها قد صور لها التمادى فى اغوائه حتى يسقط بين



براثن اغراءها فتتركه يتلظى وتمتلك زمامه بيدها



فتضيفه الى



جملة الاعداد



ازداد وجه ادهم احمرارا وهو يشاهدها تتلوى



فى



روبها الحريرى الملتصق على جسدها



امتلكت القشعريرة جسده عندما اقتربت منه وتسللت يدها تحيطه



فتلفحه لهيب انفاسها الملتهبة



حاول النهوض ساعدته فكاد ان يسقط بين ذراعيها وتيقن خبرتها



فى الضعف البشرى.



استفاق واخذت قدماه تتقهقر والروب ينسل من على اكتافها فتنقشع



اخر نقطة دماء فى وجهه



لامس باب الخروج وعواءها



ينطلق



!!الست رجلا انت – لما ترفضنى



ولماذا حضرت الى هنا -



فعادت اليه شجاعته مرددا



اتيت كى البى نداء الصداقة والزمالة قد تكونين فى ورطة واحتجت لى



ولكنى للاسف أخطأت العنوان فلم اجد زميلتى ووجدت



بدلا منها



........... مخلوقة من نار



استفاق ادهم من شروده على يد ناجى تمسك بيده ويتجهان الى غرفة الاحتفال



قاما بتقطيع التورته ووزعوها على الحضور وتبقت العلبة القطيفة



تتوسط المائدة وتغامزت الزميلات



الى هذه الدرجة هو مغرر به ولايدرى عنها شىء بل ويقيم



لها احتفالا وهدايا .



قرأ ناجى هذه الكلمات فى اعينهم وهو يشكر الحاضرين على تلبية



الدعوة ويشكر زوجته على السعادة التى منحتها له وقدم اليها العلبة



القطيفة بكل اجلال واحترام .



التفت الزميلات حولها ليروا هدية زوجها والجميع يخمن ما بها




تراءى لها غلافا بمياه الذهب على مجلد فتحت اوراقه ويا هول ما رأته



يومياتها واحاديثها مطبوعة ومغلفة ورددت عنوان الكتاب




(( ليست الخيانة جسدا فقط ولكن حتى خيانة الروح خيانة لا تغتفر ))




ووجدت تحتها ظرفا مكتوب عليها حبيبتى غدير



ومابين الشك واليقين فتحته واخرجت منه قسيمة طلاقها



وصرخة ردد صداها السكون تشق



جدران الحجرة




غادر ناجى شقته بين كلمات تستعطفه واخرى تؤيده



ودمعة تترقرق فى عينيه ولكنها تأبى ان تنهمر




������

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق